أثر برس

وجودنا هناك أصبح مُكلفاً عسكرياً.. ضابط أمريكي سابق يقترح انسحاب قوات بلاده من سوريا

by Athr Press Z

شهدت سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموماً تحركات عسكرية أمريكية عدة، تمثلت بإجراء مناورات مشتركة بين القوات الأمريكية والمجموعات التي تدعمها شرقي سوريا وجنوبها، إلى جانب الحديث عن مشاريع مرتبطة بإنشاء قوى عسكرية جديدة ذات مكوّن عربي، والعمل للربط بين المناطق التي توجد فيها قواعد أمريكية شرقي سوريا وجنوبها في التنف، كما أعلنت واشنطن في تموز الفائت إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط.

تُعلن الولايات المتحدة الأمريكية وجود هدف مشترك لتحركاتها في عموم الشرق الأوسط، وهو مواجهة الوجود الروسي والإيراني في المنطقة، سيما بعد تعزيز العلاقات بين إيران وروسيا من جهة وعدد من الدول العربية من جهة أخرى.

وفي سوريا تركّز واشنطن على منطقة التنف بهدف إنجاز مشروعها الذي يقضي بالربط بين قواعدها في الجنوب والشرق السوريين، والسيطرة على الطريق الواصلة بين العراق وسوريا وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحاجة إلى “نصر عسكري ومعنوي بتغيير خريطة السيطرة في منطقة حيوية لكل من روسيا وإيران، لزيادة حظوظ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة مطلع تشرين الثاني العام المقبل، بوصفه مرشحاً عن الحزب الديمقراطي”، منوّهة في الوقت نفسه بأن واشنطن لن تُقحم جنودها بعملية كهذه وستعتمد المجموعات التي تدعمها وتدربها.

وفي هذا السياق، نشر موقع “ميلتري” المختص بالشأن العسكري، تقريراً لضابط دفاع جوي سابق في الجيش الأمريكي جيف لامير، حذّر فيه من “مخاطر إضافة قوات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط”، مؤكداً أن “الإدارة الحالية في واشنطن يجب أن تدرس بعناية خياراتها قبل اتخاذ إجراءات قد تكون كارثية”، لافتاً إلى أن النظرية الأمريكية التي تؤكد ضرورة “مواصلة واشنطن لحشد قواتها في الشرق الأوسط”، كي لا تتراجع عن موقفها حفاظاً على مكانتها ومصداقياتها بالمنطقة، هي نظرية يمكن أن تكلفتها “أرواح الأمريكيين”، مذكّراً بالاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية شرقي سوريا في آذار الفائت، مرجحاً أن “العدد الأسوأ للضحايا الأمريكيين ربما يكون في الطريق”.

ولفت إلى أن القواعد الأمريكية في سوريا تعرضت لهجمات بوساطة طائرات من دون طيار وصواريخ ما يقرب من 80 مرة منذ أن تولى جو بايدن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونوّه الضابط الأمريكي السابق بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد لديها ذريعة كافية لتبرير وجودها في سوريا، موضحاً أن “تبرير بقاء القوات الأمريكية بذريعة مكافحة الإرهاب والذي شكل الأساس السياسي والقانوني للبقاء في سوريا أصبحت ضعيفة الآن، بعد ضياع الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة داعش”، مضيفاً أن “التنظيم يفتقر الآن إلى أي وجود كبير بما يكفي لتبرير أي قوات أمريكية محلية، ناهيك عن 900 جندي يحتلون شرقي سوريا حالياً، لافتاً إلى أن مزيداً من التصعيد مع أي من البلدين يهدد تعريض هذه القوات الأمريكية للخطر، معتبراً أن الوجود الأمريكي في سوريا بات مجهداً للقدرات العسكرية الأمريكية.
وأشار الضابط لامير، إلى ضرورة اتباع الحل الدبلوماسي، بدلاً من السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية والتي يمكن أن تتسبب بمزيد من الخسائر الأمريكية، بحسب وصفه.

وقال: “يمكن للولايات المتحدة أن تدع الدبلوماسية تفعل ما لا تستطيع الوسائل العسكرية أن تفعله، بالانسحاب من سوريا، تضيف الولايات المتحدة حاجزاً لمنع إعطاء روسيا هدفاً سهلاً للتصعيد”.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت في شهر واحد مناورتين عسكريتين، الأولى في الأسبوع من تموز الفائت، إذ أجرت تدريبات عسكرية لكل من فصيل “جيش سوريا الحرة” جنوبي سوريا ولـ”قوات سوريا الديقراطية- قسد” شرقها، وفي 3 آب الجاري أجرت مناورات عسكرية شملت تدريبات بالأسلحة الثقيلة، والطيران الحربي والمروحي الذي نفذ غارات عدة على أهداف وهمية في المنطقة ومنطقة جبل عبد العزيز.

أثر برس

اقرأ أيضاً