أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن زيارته إلى دمشق كانت محطة لبحث العلاقات بين الأردن وسوريا، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة وينهي هذه الكارثة، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها.
وأضاف في تصريح لقناة “المملكة” الأردنية من مطار دمشق الدولي، أنه “بحث خلال لقائه بالرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد، الجهود المبذولة لتهيئة الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين، ويخلص سوريا من الإرهاب الذي يشكل خطراً علينا جميعاً”.
وتابع الصفدي: “نحن الآن في لحظة إنسانية صعبة، وهي لحظة إنسانية يعاني الأشقاء من الشعب السوري الشقيق من نتائجها الكارثية”، مشيراً إلى أن “(رسالتنا) واضحة أننا نقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في تقديم كل ما نستطيعه في تجاوز هذه الأزمة ونأمل أن القادم سيشهد في الأيام المقبلة، وستشهد المزيد من المساعدات التي أمر الملك عبدالله الثاني بإرسالها”.
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى “استمرار وصول المساعدات الأردنية الجوية والبرية عبر الحدود في الأيام المقبلة بالتنسيق مع الأمم المتحدة لتذهب باتجاه جميع أبناء الشعب السوري المتضرر”.
الصفدي في دمشق: تتويجٌ للمحادثات الروسية – الأردنية
تأتي زيارة الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق للمرة الأولى منذ 2011، بعد عقد مباحثات روسية – أردنية مستمرة تركزت حول الأزمة السورية وإيجاد حل سياسي شامل لها، بالإضافة إلى وجود أخطار على الحدود بين البلدين؛ تعدّها عمّان بأنها تهدد أمن البلاد.
وعن العلاقات السورية – الأردنية، أكد السفير الروسي لدى عمّان غليب ديسياتنيكوف في وقت سابق، أن قاعدة “خطوة مقابل خطوة” التي ينتهجها الأردن في الملف السوري مقاربة معقولة وذات آفاق واسعة.
مضيفاً: “أن الملف السوري يبقى من بين أولويات أجندة المحادثات الثنائية، وإن موسكو تشارك في الحوار المستمر حول الوضع الراهن في جنوب سوريا مع أصدقائها الأردنيين وتتفهم قلقهم”، بحسب مانقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة.
وأشار السفير الروسي في عمّان إلى أن “الدبلوماسية لا تتطلب التعجل؛ فاستئناف التعاون بين الأردن وسوريا، وضمان التقارب بين البلدين يحتاج إلى عمل متواصل ودؤوب”، موضحاً أنه “ يجب إحراز تقدم تدريجي في اتجاه توسيع الشراكة متعددة الجوانب في المجالات كافة، بما في ذلك التجارة والاستثمارات والزراعة”.
ولفت ديسياتنيكوف إلى أنه “من المهم التوصل إلى نتيجة مرغوبة ترضي كلا الطرفين”، متابعاً: “في هذا الحال سوف يستفيد الجميع من هذه الشراكة (الأردنية – السورية) بما في ذلك عواصم إقليمية”، مؤكداً ضرورة أن يكون هذا المثال جيد جداً لحالة (رابح – رابح) للشرق الأوسط بأكمله.
وسبق أن وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأردن في تشرين الثاني الماضي، وعقد مباحثات مع وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي وُصفت بالشاملة والصريحة والمباشرة، إذ أكد خلالها وزير الخارجية الأردني أن “الوجود الروسي في جنوبي سوريا عامل استقرار في ظل الظروف الراهنة، لافتاً إلى ضرورة التنسيق بين الأردن وروسيا بشأن الوضع في الجنوب السوري”، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأعلن وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي في نهاية أيلول الماضي، أن بلاده تحشد لدعم إقليمي ودولي لعملية سياسية يقودها العرب في سبيل إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ 11 عاماً، في الوقت الذي أثيرت فيه حينها تساؤلات عن واقعيتها وفرص نجاحها.
وفي هذا السياق، كشف النائب الأردني السابق نبيل غيشان حينها، أن “الأردن يسعى إلى حل سياسي للأزمة السورية؛ فهو متضرر من الأوضاع الحالية، وحاول طرح أفكار وإيجاد تفاهمات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية والمجتمع الدولي، لكن هذه الجهود قوبلت بالرفض من بعض الدول العربية، وعدم تقبّل أمريكي، صاحبة القرار في هذا الإطار”، بحسب ما نقله موقع “العربي الجديد”.
يشار إلى أن هناك عدداً من الملفات التي تدفع الأردن إلى التخلي عن سياسته التي نهجها مع سوريا في بداية الحرب 2011، وأبرزها هو الوضع الاقتصادي، والعودة إلى تطبيع العلاقات معها؛ ففي 2021 أكّد الملك الأردني عبد الله الثاني، أن الأردن هو ثاني أكثر دولة تضرراً بعد سوريا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، إلى جانب أن الأردن محتاج إلى التعامل مع الحكومة السورية والتعاون معها باعتباره يستضيف ما يقارب مليون لاجئاً سورياً.
أثر برس