علّق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على الأنباء المتداولة عن قصف أردني طال الحدود مع سوريا، مؤكداً أن الأردن سيعلن في حال اتخاذه أي خطوة في الوقت المناسب عنها.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الصفدي اليوم مع نظيره الهولندي فوبكه هويكسترا بعد ساعات من شنّ طائرات حربية، مجهولة الهوية فجر اليوم، غاراتٍ على موقعين في منطقة اللجاة بين ريف محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع ضحايا، والتي قالت وكالة “رويترز” إنها أردنية.
وأوضح الصفدي في المؤتمر، أنّ “مشكلة المخدرات هي تهديد كبير للأردن وللمنطقة وللعالم أجمع في ضوء تصاعد عمليات التهريب”، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة الأمر خلال اجتماع عمان”، وفقاً لما نقلته وكالة “عمون” الأردنية.
ولفت الصفدي إلى “اتفاق أردني- سوري لتشكيل فريق أمني سياسي مشترك لمواجهة خطر المخدرات والانتهاء منه كاملاً”، مؤكداً الاستمرار بالعمل لإنشاء اللجنة، والتواصل مع وزارة الخارجية السورية لاتخاذ آلية عمل واضحة”.
الأردن هدد بعمل عسكري
وكان وزير الخارجية الأردني، لوّح باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال لم تتوقف عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن.
وقال الصفدي في تصريحات لشبكة “CNN” الأمريكية، إنّ “عدد من الأشخاص عانوا من عواقب الأزمة السورية بما في ذلك الأردن، مشدداً على أنهم “سيحرصون على القيام بكل ما يلزم للتخفيف من أي تهديد لأمن الأردن”.
وأضاف الصفدي: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعّالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية ليس فقط في الأردن؛ ولكن عبره نحو دول الخليج والدول العربية الأخرى في العالم”.
وتابع الوزير الأردني، أنّ “سياسة وحالة الوضع الراهن لم تؤد إلا إلى المزيد من المشاكل والمزيد من الألم والمعاناة للشعب السوري، وتهديدات متزايدة للمنطقة، بما في ذلك الأردن”، معتبراً أنّ “جلّ التحرك في العالم العربي لمحاولة إنهاء الأزمة السورية سياسياً حدث على خلفية غياب جهد فعّال لحل الأزمة”.
تصعيد في على الحدود السورية – الأردنية
واستهدف طيراناً مجهولاً فجر اليوم مبنى مهجور يُعرف بمحطة التنقية قرب قرية خراب الشحم الحدودية بريف درعا، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمكان من دون ورود معلومات عن وقوع إصابات”.
وذكرت مصادر خاصة لـ “أثر برس”، إنّ “الموقع المستهدف هو بناء مهجور و لم يدخل الخدمة وخالٍ من أي معدات وكان قيد الإنشاء إلا أنه توقف مع بداية الأحداث”، لافتةً إلى أنّ “تحليق الطيران الحربي استمر نحو 10 دقائق، وكان التنسيق واضحاً مع الجانب السوري لعدم تعامل الجيش السوري مع الطيران”.
وبالتزامن مع الاستهداف في ريف درعا، ذكر مراسل “أثر” في السويداء، إنّ “طيراناً مجهولاً استهدف فجر اليوم منزلاً في قرية الشعّاب بمنطقة اللجاة جنوب شرقي محافظة السويداء عند الحدود السورية– الأردنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا”.
وأفادت مصادر “أثر”، بأنّ “الطيران الحربي المجهول استهدف منزل المدعو مرعي رويشد الرمثان، ما أدى إلى مقتله مع أفراد عائلته السبعة”.
وكانت وسائل إعلام أردنية قد أشارت إلى اسم “مرعي الرمثان” كمسؤول أول عن تهريب المخدرات إلى الأردن بعد أن تكرر ذكره بلسان كل مهرّب يتم ضبطه.
وفي غضون ذلك، أكدت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر دبلوماسية واستخبارية، أنّ “الأردن نفذ غارتين على موقعين للمخدرات جنوبي سوريا، استهدفت الغارة الأولى معملاً للكبتاغون في درعا، على حين قتلت الغارة الثانية المطلوب الأول بتهريب المخدرات إلى الأردن”.
وتعليقاً على ذلك، قالت صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، إنّ “ما حصل في قرية الشعاب السورية قرب خاصرة البادية الشمالية الأردنية فجر اليوم يوحي بأن الأمور بين الأردن ومن يسميها بعصابات تهريب المخدرات بالاتجاه نحو التصعيد في خاصرة جنوب سوريا وشمال المملكة، الأمر الذي يعد الرأي العام ضمنياً إلى سيكولوجية جديدة متوقعة من الاشتباك.”
يّشار إلى أن البيان الختامي لاجتماع عمّان الخماسي الذي عُقد في مطلع أيار بمشاركة سوريا، نصَّ على تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار، انسجاماً مع الالتزامات السورية العربية والوطنية والدولية بهذا الشأن، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ سوريا ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين- أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها.
أثر برس