أكّد وزير الخارجية التونسية نبيل عمّار اليوم، أنّ عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وتونس تعني العودة إلى وضع طبيعي، مشدداً على أن ذلك يصب في مصلحة البلدين الشقيقين.
وأوضح عمار في حوار مع وكالة الأنباء التونسية “وات”، أنّ “من بين أولى التعليمات التي تلقاها من الرئيس التونسي قيس سعيّد عندما تم تعيينه في منصبه كانت إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مستواها الطبيعي بين تونس وسوريا، لافتاً إلى أنّ “سوريا دولة شقيقة تجمع تونس بها علاقات متينة وقوية، ويتمتع التونسيون بمكانة خاصة عند السوريين”.
وأشار الوزير التونسي إلى أن “سفير تونس الجديد في سوريا تسلّم أوراق اعتماده، ومن جانبها ستعيّن سوريا في وقت قريب جداً سفيراً جديداً لها في تونس”، مؤكداً أنه “من الضروري المحافظة على المصالح المشتركة للبلدين وتوسيع مجالاتها.”
ووصف عمار الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية فيصل المقداد إلى تونس بأنها “تاريخية”، لافتاً إلى أن تونس “لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومستقبل السوريين شأن سوري بحت”.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد عيّن في 27 نيسان الفائت، محمد المهذبي سفيراً فوق العادة لتونس في سوريا، بحضور وزير الخارجية نبيل عمار، وذلك بعد عشرة أيام من زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى تونس بعد دعوة رسمية.
وذكرت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان نشرته على “تويتر”، أنّ “الرئيس سعيّد أشرف في قصر قرطاج على تسليم أوراق الاعتماد لمحمد المهذبي سفيراً فوق العادة، ومفوضاً للجمهورية التونسية في الجمهورية العربية السورية”.
وكان الرئيس التونسي قد أكد في 11 آذار الفائت، أنه “ليس هناك ما يبرر عدم وجود سفير لتونس في العاصمة السورية، ولا مبرر لعدم وجود سفير للجمهورية العربية السورية في تونس”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشروق” التونسية.
وفي 17 نيسان الفائت، استقبل الرئيس التونسي في قصر قرطاج اليوم وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي وصل إلى العاصمة التونسية زيارة رسمية، بناءً على دعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، وعرض الوزير المقداد في لقائه مع الرئيس التونسي نتائج التواصل بين سوريا وعدد من الدول العربية والدول الصديقة والتطورات السياسية في المنطقة والعالم والمواقف السورية تجاهها، مؤكداً أن الهم الأساسي لسوريا حالياً يكمن في توحيد جهود الدول العربية وتحسين العلاقات العربية- العربية من أجل الحفاظ على قضاياها المصيرية ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
بدوره، أوضح الرئيس التونسي قيس سعيّد أهمية توحيد المواقف العربية في مواجهة كل ما تتعرّض له الدول العربية من تحديات، مشيراً إلى أن الموقف التونسي كان وسيبقى الدفاع عن سيادة واستقلال كل الدول العربية والحرص على عودة العلاقات العربية- العربية إلى المستويات التي كانت عليها.
وبعد ذلك، التقى الوزير المقداد مع نظيره نبيل عمار في مقر الخارجية التونسية، أعقبه جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين صدر بعدها بيان سوري- تونسي مشترك.
واتفقت دمشق وتونس في بيانها، على “تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك، والعمل على عقد اللّجنة المشتركة واستئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولا سيّما في المجالات ذات الأولوية”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
كما جاء في البيان المشترك: “تعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر، وتعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة”.
وأكدت تونس في البيان، أنّ “أمن واستقرار سوريا هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها”، معربةً عن “تضامنها الكامل ووقوفها مع سوريا إزاء اعتداءات الكيان الإسرائيلي المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة الجولان المحتل”.
أثر برس