نقلت صحيفة “الوطن” المحليّة، ووكالة “سبوتنيك” الروسية، ووكالة “رويترز” عن مصدر سوري مطّلع، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيصل إلى دمشق غداً للقاء نظيره السوري فيصل المقداد.
ويأتي ذلك بعد زيارة رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي ضمن وفد البرلمان العربي الذي وصل إلى دمشق اليوم، والتقى بالرئيس بشار الأسد.
وأكد “جبالي” في تصريح من مطار دمشق الدولي دعم البرلمانات العربية لسوريا ووقوفها إلى جانب شعبها”، مشيراً إلى أن “سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي، وأن هذه الزيارة هي لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعباً”.
وأضاف: “أتينا إلى سوريا العزيزة الشقيقة للتضامن معها ودعم شعبها بمواجهة تداعيات الزلزال، ونؤكد للشعب السوري أننا إخوة ونقف إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة”، لافتاً إلى أن “وفوداً برلمانية عربية أخرى ستصل تباعاً إلى دمشق اليوم بعد أن قرر المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في بغداد أمس تشكيل وفد لزيارة سوريا، تأكيداً على الوقوف إلى جانبها”.
وكان الرئيس بشار الأسد قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا، للمرة الأولى بينهما، أكّد فيه “تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق، وحرصها على تقديم العون لمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذا المصاب الأليم”، بحسب ما نقلته “رئاسة الجمهورية السورية”.
وحاز الاتصال الأول بين الرئيسين اهتمام الأوساط الإعلامية حينها، ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها في هذا الصدد، أن “هذا الاتصال المباشر بين الرئيسين السوري والمصري كان يتم التجهيز له منذ عامين تقريباً لإنجاز تواصل مباشر بينهما بعد انقطعت العلاقات على يد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي إبان حكم الإخوان عام 2012”.
وأشارت المصادر إلى أن “العلاقات بين مصر وسوريا لم تنقطع انقطاعاً كاملاً في عهد الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، كما يروّج بعضهم ولكن هناك بعض التنسيق بين الطرفين غير المعلن”، موضحةً، أن “مصر تدافع باستمرار عن سوريا ضد الانتهاكات التركية على أراضيها، وتطالب باستمرار بخروج القوات التركية من هناك في المحافل الدولية كافة”.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين مرت بعدد من المنعطفات، ففي عام 2011 أعلنت القاهرة في عهد الرئيس السابق محمد مرسي قطع علاقاتها مع دمشق وإلغاء عضويتها من الجامعة العربية، لتتخذ عام 2013 وبعد رحيل مرسي، موقف الحياد من الحرب على سوريا والتواصل مع المعارضة السياسية فقط.
وفي عام 2018 عندما حُسمت المعركة العسكرية لصالح الدولة السورية باستعادة سيطرة الجيش السوري على حلب وغيرها من الأراضي، بدأت تُبدي القاهرة رغبة بإعادة علاقاتها مع الدولة السورية، وبرزت هذه الرغبة بوضوح في تصريح وزير الخارجية المصري في كانون الثاني 2021 عندما قال: “إن مصر تتطلع إلى عودة سوريا لمحيطها العربي، فعودتها يعتبر أمراً حيوياً من صيانة الأمن القومي العربي”.
وسبق أن أكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أن “أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية، وعدم وجود قوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع القرارات الشرعية الدولية”، لافتاً إلى أن “مصر ستتواصل مع المبعوث الأممي غير بيدرسون لتنفيذ القرار رقم 2254 لمجلس الأمن، للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل أراضيها”.
أثر برس