جدد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو التأكيد أن أنقرة عازمة على إنشاء منطقة سكنية في جرابلس والباب ورأس العين وتل أبيض شمالي سوريا لمن يريد العودة طوعاً من اللاجئين السوريين.
وأضاف صويلو تعليقاً على المشروع الذي طرحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “ستكون هناك مناطق تجارية وصناعية ومدارس ومراكز تسوق وورش، وسيُمنحون سكناً أيضاً وسيمتلكونه بعد 5 أو 10 أعوام.. وبإمكان هؤلاء زيارة تركيا بعد حصولهم على التصاريح اللازمة”.
وفي لقاء مع “تلفزيون سوريا” المعارض، اعتبر الوزير التركي أن أنقرة تلتزم بالقوانين الدولية ولا يوجد أي تغيير في سياستها تجاه اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن “تركيا تدقق فقط في الأشخاص القادمين من منطقة دمشق، الباحثين عن تحسين أوضاعهم من دون تعرضهم للحرب والتهجير والإجبار”.
وأوضح صويلو: “إنّ من أتى لاجئاً وخاصة بوضع الحماية المؤقتة (الكملك)، لم تجبره السلطات التركيّة على الترحيل، غير أن اللجوء والحماية المؤقتة لها معايير دولية، إذ إن المجرم والسارق والمخل بالنظام العام والمتحرش؛ لتركيا الحق بترحيله خارج الحدود وإعادته حسب ما يقتضيه القانون”، لافتاً إلى أن “هذه الإجراءات تطبّق على المواطنين الأتراك أيضاً، وكل أجنبي يخضع لسلطة هذه القوانين”.
وبرر الوزير التركي العمليات التي شنتها القوات التركيّة في سوريا _في إشارة إلى عمليات “درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام”_ بأنها أوقفت حركة لجوء نحو 6 ملايين شخص باتجاه تركيا، إذ هناك 4 ملايين شخص يعيشون في إدلب، ومليون و600 ألف في عفرين وجرابلس وأعزاز ومارع والباب ورأس العين وتل أبيض.
وعن إغلاق الحكومة التركية الحدود أمام اللاجئين، ومنع السوريين من دخول تركيا خلال السنوات الأخيرة، قال صويلو: “إنّ تركيا تستضيف 3 ملايين و630 ألف لاجئ؛ فهي أكثر دولة تستضيف لاجئين”، مشيراً إلى أن “عدم الاستقرار على الحدود وداخل سوريا يؤثر في تركيا، من حيث تموضع التنظيمات الإرهابية وموجات الهجرة”.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أيار الماضي، أن تركيا تتحضر لمشروع يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى شمالي سوريا، ضمن المناطق التي تسيطر عليها “فصائل أنقرة”، مشيراً إلى أن “المشروع سيوّفر كل الاحتياجات اللازمة في 13 منطقة في الشمال السوري، مثل أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض من مدارس ومستشفيات وبيوت، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
يشار إلى أن هذا المشروع يعتبره أردوغان بمنزلة حل وسط بين التخلص من ضغوط المعارضة، وبين الهدف التركي المرتبط بالاستفادة من اللاجئين السوريين لتنفيذ مشروع “المنطقة الآمنة” بالشمال السوري، وهذا يضمن له إخراج اللاجئين من تركيا دون أن يخرجوا عن سيطرته، لكن الخبراء يؤكدون أن تنفيذ هذا المشروع أمر غير واقعي، لعدم وجود موافقة دولية عليه، ولعدد من الإشكاليات المحيطة به والعوائق التي تعترضه.
أثر برس