قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن وزير الدفاع لويد أوستن، بحث خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمّان، أمس الإثنين، التسوية السياسية في سوريا، إلى جانب قضايا أمنية إقليمية أخرى.
وجاء في بيان صادر عن “البنتاغون”، أن “أوستن شارك مخاوفه بشأن مجموعة من التحديات المشتركة، بما في ذلك أهمية التوصل إلى حل سياسي عادل في سوريا، ومواجهة الأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
كما بحث وزير الدفاع الأمريكي وملك الأردن في لقائهما، التعاون الأمني الإقليمي، والمبادرات لتعزيز علاقتهما الأمنية الثنائية، على حين أكد أوستن عزم واشنطن على تعميق التعاون الاقتصادي والعسكري مع الأردن، وفقا لبيان “البنتاغون”.
مبادرة ملك الأردن “اللاورقة”
زار ملك الأردن عبد الله الثاني، الولايات المتحدة، في تموز 2021 وأكد في الزيارة أن بلاده هي ثاني أكثر دولة تضرراً بعد سوريا من العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وقدّم خطةً للتسوية في سوريا سمّيت بـ “اللاورقة” إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيراً إلى أن تقديم المساعدة إلى سوريا يصب في مصلحة دول المنطقة كافة ولا سيما الأردن.
وفي 28 أيلول الفائت، كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عن مبادرة عربية بقيادة أردنية لحل الأزمة السورية، وذلك في لقاء صحفي أجراه مع صحيفة “ناشيونال” البريطانية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، مؤكداً أن بلاده تحشد لدعم دولي وإقليمي لعملية سياسية يقودها العرب لإنهاء الحرب المستمرة منذ 11 عاماً في سوريا، موضحاً أن العملية ستشمل السعودية ودولاً عربية أخرى.
وعقب الإعلان الأردني، أعلن مسؤول أمريكي في الخارجية الأمريكية، أن “الإدارة الأمريكية لن تسعى لتحسين العلاقات مع الدولة السوريّة، ولا تدعم أي تقارب أو تطبيع إقليمي أو دولي معه”.
وجاء حديث المسؤول الأميركي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه حينها، رداً على سؤال عن المعطيات التي تشير إلى أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر للأردن لبدء تطبيع العلاقات مع سوريا على مبدأ “خطوة بخطوة”، بالإضافة لطلب التعليق على المعلومات عن إمكانية التقارب بين تركيا وسوريا، بحسب ما نقله موقع “العربي الجديد”.
وعن غياب الحل السياسي في سوريا، وإمكان تبدل رؤية الولايات المتحدة إليه، قال المسؤول الأمريكي: إنّ ”واشنطن تعتقد أن الاستقرار في سوريا والمنطقة لا يمكن تحقيقه إلا بعملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين”، مضيفاً: “نحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد على النحو المبيّن في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، زار دمشق في منتصف شباط الفائت، عقب الزلزال الذي ضرب سوريا، وأكد أن زيارته كانت محطة لبحث العلاقات بين الأردن وسوريا، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة وينهي هذه الكارثة، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها.
وصرّح لقناة “المملكة” الأردنية من مطار دمشق الدولي، بأنه “بحث خلال لقائه بالرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد، الجهود المبذولة لتهيئة الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين، ويخلص سوريا من الإرهاب الذي يشكل خطراً (علينا) جميعاً”.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئاً سورياً مسجليّن لدى الأمم المتحدة، بينما تقدّر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع الحرب في سوريا نحو 1,3 مليون شخصاً.
ويقول الأردن: إنّ “كلفة استضافة اللاجئين السوريين ضمن أراضي المملكة تجاوزت 12 مليار دولاراً”.
أثر برس