تحرّكت بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا عجلة التطبيع العربي مع سوريا، خصوصاً بعدما جمّدت الولايات المتحدة الأمريكية جزءاً من عقوباتها التي تمنع وصول المساعدات الإغاثية إلى سوريا، بعد كارثة الزلزال.
تحرّك عجلة التطبيع تمثّلت بزيادة الزيارات العربية إلى دمشق وكثافة الاتصالات التي تلقاها الرئيس بشار الأسد، من بعض الزعماء العرب والتي كان بعضها الأول من نوعه منذ بداية الحرب السورية، كزيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، واتصال الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي بالرئيس الأسد.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بوجود أنباء تفيد بأن الرئيس بشار الأسد سيزور العاصمة العمانية مسقط، في المدة القريبة، ومن ثم سيتجه إلى الإمارات في زيارة ثانية له منذ بدء الحرب السورية، لتعلن وسائل إعلام عمانية اليوم الإثنين أن السلطات العمانية بصدد التجهيز لزيارة غير معلنة لشخصية مهمة، مشيرة إلى أنه على الأرجح أن الشخصية هي الرئيس الأسد، لكن لم تؤكد ذلك أي جهة رسمية.
وتأتي هذه التجهيزات العمانية بعد وصول قائد القوة البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني، إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين في هذا البلد، وفقاً لما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
في الوقت الذي تشهد فيه حركة التقرّب العربي من دمشق تزايداً ملحوظاً، ما زالت تؤكد بعض الدول العربية والغربية أنها تحافظ على موقفها من سوريا، كقطر والكويت، حيث قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، أمس الأحد: “ليس لدينا خطة للتطبيع مع الحكومة السورية كما فعلت بعض الدول العربية، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وتركیا”، وكذلك قطر أعلنت عقب الزلزال أنها لن ترسل مساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال بوساطة الدولة السورية، مشيرة إلى أنها ستقتصر على التنسيق مع تركيا لإرسال المساعدات.
يشار إلى أنه من أبرز الدول التي بدأت التعامل رسمياً مع سوريا بعد الزلزال كانت مصر والسعودية، حيث حطّت منذ أيام أول طائرة سعودية في المطارات السورية منذ بداية الحرب، وكذلك حثّ مؤخراً وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود على الحوار مع دمشق، مشيراً إلى أنه بدأ يتشكّل في العالم العربي إجماعاً على أنه لا جدوى من عزل سوريا.