بعد انتهاء زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق التي استمرت ليوم واحد فقط ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أشار المحللون إلى وجود العديد من الدلالات لهذه الزيارة خصوصاً وأنها تزامنت مع عدة ظروف ومستجدات على الساحة السورية سياسياً وميدانياً إضافة إلى ملف انتشار فيروس كورونا الذي تعاني منه إيران أيضاً.
صحيفة “عكاظ” السعودية أشارت إلى أن
“زيارة ظريف إشارة للتأكيد على أهمية العلاقة مع دمشق ووقف الشائعات التي انتشرت أخيراً حول تراجع حرارة العلاقات الإيرانية – السورية”.
وجاء في “رأي اليوم” اللندنية:
“ثمة ما دفع ظريف إلى زيارة دمشق وعقد اجتماع مع رأس الهرم في سورية ولا يحتمل هذا الأمر التأجيل أكثر انتظاراً لرحيل كورونا .. ثلاثة ملفات تحدثت عنها وسائل الإعلام تزامناً مع الزيارة، الأول جهود التعاون لمكافحة الوباء والإرهاب والثاني نقاش تطبيق بنود اتفاق موسكو في إدلب وموقف دمشق وطهران منه أو من عدم تطبيقه، والثالث ملف التحضير لاستضافة إيران القمة الثلاثية المقبلة ضمن مسار أستانه التي ستجمع الرؤساء روحاني وبوتين وأردوغان لبحث الوضع في سورية .. نعتقد أن الملف السوري مقبل على تطورات كثيرة وكبيرة قد تبدأ في النصف الثاني من هذا العام”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فلفتت إلى الإجراءات الوقائية المشددة التي تم اتخاذها خلال هذه الزيارة، فنشرت:
“طغت الإجراءات الصحية الوقائية على أجواء الزيارة، وبدا لافتاً تشدد ظريف والوفد المرافق، ما جعل الزيارة سريعة ومختصرة، وفضّل فيها ظريف لا يتجمّع الصحافيون لعقد مؤتمر .. بالتزامن مع زيارة ظريف إلى دمشق كان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يكيل اتهامات ضد الحكومة السورية بانتهاك وقف النار في إدلب “.
زيارة ظريف إلى سورية في ظل هذه الظروف وقبيل قمة ضامني أستانة التي ستستضيفها طهران تؤكد أنه ثمة هناك قضايا ومستجدات لا يمكن تأجيلها، خصوصاً وأنها تزامنت مع التصعيد التركي الحاصل شمالي سورية من قصف لمناطق المدنيين والانتهاكات واستمرار الاحتلال التركي بسياسته التوسعية، والتغيرات التي تحصل في المنطقة الشرقية بما يتعلق بوجود الاحتلال الأمريكي، الذي يعمد في الفترة الأخيرة إلى تعزيز وجوده العسكري اللاشرعي وتشكيل قوة جديدة تابعة له غير “قوات سوريا الديمقراطية” وغيرها من الملفات، إضافة إلى أن هذه الزيارة مع هذه الظروف أثبتت مجدداً وجود أهداف إيرانية-سورية مشتركة يسعى الطرفان إلى تحقيقها بالرغم من كافة الضغوطات لا سيما تلك التي تسببت بها جائحة كورونا، لكن يبقى السؤال هو ماذا بعد هذه الزيارة؟