وسط تزايد التوترات الروسية- الأمريكية في سوريا، ووصولها إلى حد الاحتكاكات بين الطائرات الجوية الروسية والأمريكية في الأجواء السورية، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الوجود الأمريكي في سوريا هو غير شرعي.
وقال بوغدانوف: “تستخدم واشنطن ذريعة مكافحة الإرهاب للتواجد شرق الفرات في مناطق مهمة اقتصادياً لسوريا حيث النفط وموارد طبيعية هامة، وكذلك الأمر جنوبي سوريا في منطقة التنف” وفقاً لما نقلته قناة “العربية”.
وأضاف بوغدانوف أن “القوات الأمريكية تدعم الفصائل الكردية والتي تمثل خرقاً لوحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
ويأتي تصريح نائب وزير الخارجية الروسي، بالتزامن مع تزايد التوترات الروسية- الأمريكية في سوريا، وفي الوقت الذي تشير فيه واشنطن إلى أن روسيا تقوم بأنشطة تثير قلق القوات الأمريكية في سوريا، فيما تؤكد موسكو باستمرار أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك بروتوكولات “منع التصادم” في سوريا.
تحركات عسكرية أمريكية في سوريا:
وتشهد مناطق شرقي وجنوبي سوريا تحركات عسكرية “غير اعتيادية”، بدأت منذ أذار الفائت عندما زار رئيس هيئة الأركان الأمريكي مارك ميلي -في زيارة أولى من نوعها- القواعد الأمريكية في سوريا، وقال حينها: “أردت التحقق من حماية قواتنا في سوريا، فنحن لدينا جنود ومشاة البحرية وطيارين موزعين شمال شرق سوريا ويتعرضون لهجمات” وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وبعد هذه الزيارة كثّفت واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية إلى قواعدها شرقي سوريا، وكان آخر هذه التعزيزات هو وصول الدفعة الثانية من منظومة صواريخ “هيمارس” إلى القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور.
وإلى جانب هذه التعزيزات أجرت القوات الأمريكية في الأسبوع الأول من تموز الجاري، مناورات عسكرية مع فصيل “جيش سورية الحرة” في التنف جنوبي سوريا، ومع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقاً.
كما شهدت الأجواء السورية مؤخراً تكثيفاً للطلعات الجوية الأمريكية ما تسبب بحدوث احتكاكات جوية بين الطائرات الروسية والأمريكية، وكان أول حوادث الاحتكاك هذه في 6 تموز الجاري، حيث اعترضت 3 طائرات مقاتلة روسية 3 طائرات مسيّرة أمريكية في شمال شرقي سوريا، وأكد حينها مركز المصالحة الروسي في سوريا، أن “سُجِّلت في يوم واحد 9 خروقات، جميعها في المنطقة المغلقة أمام الرحلات الجوية على خلفية إجراء مناورات روسية – سورية مشتركة في شمالي سوريا”، وفي 7 تموز أفادت القيادة المركزية الأمريكية بأن ثلاث مسيّرات أمريكية من طراز “أم كيو 9” تعرضت لمضايقات من مقاتلة روسية فوق سوريا، وعلّق على هذه الحادثة نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليغ غورينوف، أن أنظمة توجيه المسيّرات الأمريكية في سوريا تُظهر تأثيراً في الطائرات الروسية ما قد يؤدي إلى تشكيل تلقائي لأنظمة الدفاع الجوي بالطائرة، وقال: “إن ما يستدعي القلق بصورة خاصة، هي تلك الحقائق التي سجلها طيارو سلاح الجو الروسي في التدريبات عن تأثير أنظمة التوجيه الإلكترونية للطائرات المسيّرة الأمريكية، التي تؤدي إلى التشغيل التلقائي لأنظمة الدفاع المحمولة على متن الطائرات الروسية”.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الاحتكاكات بين الطائرات الروسية والأمريكية باتت دورية وشبه يومية، وسط تحذيرات من أن الطلعات الجوية الأمريكية في الأجواء السورية باتت تشكل خطورة على الطيران المدني.
وبالتزامن مع هذه التوترات، أفاد نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مسؤول في البنتاغون، تأكيده وجود مؤشرات تدل على أن القادة العسكريين الروس في سوريا ينسقون بهدوء مع إيران بشأن خطط بعيدة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وقال: “أرى أدلة على التخطيط في المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس والقوات الروسية العاملة في سوريا”، مشيراً إلى أن طبيعة التعاون تتمثل بـ”تبادل المعلومات الاستخباراتية بين سوريا وروسيا وإيران”، فيما أشارت صحيفة “يني شفق” التركية إلى أن واشنطن تتخذ من الحديث عن تعرضها لمضايقات روسية وإيرانية في سوريا ذريعة لتعزيز وجودها العسكري شمال شرق سوريا.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمركز في قواعد عسكرية شرقي سوريا بالقرب من حقول الغاز والنفط، وجنوبها في منطقة التنف الاستراتيجية والتي تقع عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.