بات التوصّل إلى نهاية العدوان الإسرائيلي قريباً جداً، بعدما تسلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين أمس موافقة الاحتلال الإسرائيلي رسمياً على وقف إطلاق النار، وسط حذر اللبنانيين من مناورة جديدة من مناورات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للالتفاف على الاتّفاق.
وذكرت جريدة “الأخبار” اللبنانية، أنّ “ميقاتي بدأ الإعداد لعقد جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، في حال موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليوم رسمياً على الاتفاق”.
ولفتت إلى أنّ “ميقاتي كلّف أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية إجراء الترتيبات اللازمة لتأمين نصاب عقد الجلسة (16 وزيراً)، إذ إنه في حال سارت الأمور كما هو متوقع، ستعرض آلية تنفيذ القرار 1701 بحسب الاتفاق على الوزراء خلال الجلسة لمناقشة بنودها، ثم أخذ القرار بالموافقة عليها”.
من جهته، صرّح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لوكالة “رويترز” بأنه “لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء تنفيذ الهدنة المقترحة من الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “الهدنة التي ترعاها واشنطن ستراقب تنفيذها لجنة مكونة من 5 دول”.
كما أكد بو صعب في حديث آخر لقناة “الميادين” في هذا السياق، أنّ “إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، قد يكون خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبل”، لافتاً إلى تخطي النقطة الأخيرة التي كانت عالقة في الاتفاق”.
وبشأن بعض تفاصيل الاتفاق، قال بو صعب إنّه “سيؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية إلى خط الهدنة، وإلى وقف العدوان والأعمال الحربية”.
وأضاف، أنّ “اللجنة المكلَّفة الإشراف على تطبيق الاتفاق، غير مخوَّلة العمل بما هو خارج نص القرار 1701″، مبيناُ أنّ “هذه اللجنة يمكن أن تتوسّع، لكن المطروح حالياً هو الولايات المتحدة وفرنسا”.
وفي خصوص ادعاء الاحتلال حرّية العمل في لبنان، شدّد بو صعب على أنّه “لم نسمع أو يَعرض علينا أحد أن تكون هناك ضمانات لأي طرف بحرية الحركة”.
وفيما أشارت وسائل إعلام عدّة، إلى أن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسيّ إيمانويل ماكرون سيعلنان خلال الساعات المقبلة وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل مدة 60 يوماً، أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن “وقف إطلاق النار في لبنان أولوية بالنسبة إلى بايدن”.
وأوضح أن “الاتصالات بشأن التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في لبنان مستمرة، لكن لا تطوّر يمكن الحديث عنه”، مضيفاً أنّ “هوكشتين عاد إلى واشنطن بعد نقاشات بناءة، ونحتاج إلى مواصلة العمل للحصول على وقف إطلاق النار”، وتابع: “وصلنا إلى نقطة في نقاشاتنا تدفعنا إلى الاعتقاد أن المباحثات تسير في طريق إيجابي جداً”.
بدوره، أفاد مراسل القناة 12 العبرية، بأنّ نتنياهو سيجري اليوم اجتماعات عدة لبحث وقف إطلاق النار في لبنان، إذ سيجري مشاورات محدودة مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية وبعض الوزراء من دون “بن غفير”، كما سيجري اجتماعاً مع قادة أحزاب “الائتلاف” الحاكم، قبل أن يجري اجتماع “الكابينت”.
ولم تفلح محاولات الاحتلال الإسرائيلي في المدة الفائتة من العدوان على لبنان بتحقيق أي إنجاز ميداني، إذ لم يستطع جيش الاحتلال تثبيت قواته في أي بلدة حدودية لبنانية، واكتفى بتدمير المنازل والمدارس في القرى الأمامية.
ويوم الأحد الفائت، أعلن حزب الله تدمير 6 دبابات إسرائيلية على جبهة البياضة في جنوبي لبنان ، وإطلاق ما يزيد على 350 صاروخاً من لبنان اتجاه “إسرائيل”، 17 منها أصاب “تل أبيب”.
أثر برس