خاص|| أثر برس واصلت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها على مدار الساعات الماضية، تقدمها السريع في مناطق ريف حلب الشمالي على حساب فصيلي “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” وتجمّع “حركة التحرير والبناء”، لتبدأ صباح اليوم باقتحام الأحياء السكنية في مدينة عفرين، تزامناً مع وصول باقي مجموعاتها إلى تخوم مدينة الباب في الشمال الشرقي.
إذ تقدمت مجموعات “النصرة”، في منطقة عفرين، قادمةً من ريف إدلب على طول الشريط الجنوبي الغربي، وسيطرت على ناحية “جنديرس” والقرى المحيطة لها سيطرة كاملة، بعد معارك عنيفة مع مسلحي “الشامية”، بالتوازي مع تقدم حليفيها “حركة أحرار الشام” و”فصيل العمشات”تقدماً مماثلاً نحو ناحية “معبطلي” غرباً، وسيطرتهما على مقر الناحية وعدد من القرى المجاورة لها.
الزحف السريع لـ “النصرة” في جنوبي عفرين مهد الطريق أمامها للوصول إلى عفرين المدينة، إذ تقدم مسلحوها تقدماً متسارعاً ووصلوا إلى تخوم المدينة ليلة أمس، قبل أن يسيطروا مع حلول فجر اليوم على معظم التلال الاستراتيجية المحيطة بها، ليبدؤوا بعد ذلك مرحلة القصف العشوائي نحو أحيائها السكنية.
وتزامن تقدم “النصرة” نحو عفرين المدينة، مع انسحابات متتالية للفصائل المتحالفة مع “الشامية” من القرى الواقعة على طريق الواصل من جنديرس إلى عفرين، بما فيها قرية “معراتا” التي تحوي السجن الرئيس لمعتقلي تنظيم “داعش” في الشمال، وهذا أفسح المجال أمام السجناء للفرار، قبل أن يتمكن فصيل “الشرطة العسكرية”، الذي التزم الحياد في الصراع الدائر، من إلقاء القبض على معظمهم ونقلهم إلى سجنٍ آخر، بحسب ما نقلته مصادر “أثر برس”.
وحملت الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم معها ، بدء “تحرير الشام” الاقتحام الفعلي مدينة عفرين، إذ أفادت مصادر “أثر” بسيطرة مسلحي “الهيئة” على حيي “اليزيدية، والمحمودية” دون أي مقاومة تذكر، مرجحة سقوط كامل المدينة بيد الهيئة في وقت قصير، في ظل انسحاب “الجبهة الشامية” وحلفائها من المدينة وتراجعهم نحو قرية “كفر جنة” المجاورة.
وفي موازاة ذلك، تقدمت مجموعات من “جبهة النصرة” إلى أطراف مدينة الباب في الجهة الشرقية من شمالي حلب، وبدأت مع “فرقة الحمزة” المتحالفة معها، عمليات التمهيد الناري لاقتحام المدينة، عبر قصف مكثف بقذائف المدفعية نحو المقرات التابعة لـ “الجبهة الشامية” كافة داخل المدينة، تزامناً مع اشتباكات عنيفة تدور بين الأطراف المتصارعة في محيط المدينة.
وتحدثت المصادر لـ “أثر” عن جملة من الشروط التي وضعتها “النصرة” لوقف القتال والانسحاب نحو مناطق سيطرتها في ريفي إدلب وحلب الغربي، إذ تقدم تلك الشروط أن تحصل “الهيئة” على نسبة من عائدات معبر “الحمام” الحدودي غير الشرعي مع تركيا، وأن تُلغى ساحة ترسيم البضائع العائدة لـ “الشامية” في قرية “ترندة” بريف عفرين، إضافة إلى تسليمها المطلوبين كافة لها من فصيل “جيش الإسلام” على وجه التحديد، وإطلاق السراح الفوري لمسلحيها الموجودين ضمن سجون “فصائل أنقرة” كافة.
وعلى الرغم من عدم ورود أي معلومات عن موافقة أو رفض الفصائل للشروط، فإن “النصرة” ما تزال مستمرة حتى لحظة تحرير الخبر، في زحفها التوسعي ضمن مناطق شمالي حلب، وسط صمت وامتناع تركي عن التدخل لوقف الصراع الدائر، في خطوة عدها مراقبون لـ “أثر” أنها بمنزلة ضوء أخضر تركي لدخول “النصرة” إلى ريف حلب الشمالي وتسلمها زمام الأمور هناك، وخاصة بعد الضعف الكبير الذي أثبتته فصائل أنقرة في ضبط الأوضاع الأمنية وحماية القواعد العسكرية التركية في مناطق سيطرتها.
زاهر طحّان – حلب