التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع اليوم الأحد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق.
وأكدت وسائل إعلام تركية وسورية، وصول فيدان إلى دمشق، وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية تركي منذ أكثر من عقد، والتقى لدى وصوله الشرع في قصر الشعب بمشاركة القائم بأعمال السفارة التركية.
وقال الشرع في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي عقب اللقاء: “سنبني علاقات ديبلوماسية جيدة مع تركيا”.
وأضاف الشرع أن “تركيا صديقة للشعب السوري ووقفت معنا منذ بداية الثورة” وأن وزير الخارجية التركي أبدى استعداد بلاده لمساعدة سوريا.
وتابع: “نصف الشعب السوري خارج البلاد وبنية الاقتصاد التحتية مدمرة والتحديات أمامنا كبيرة، مؤكدا أنه لا بد من وجود توافق دولي على استقرار سوريا ووحدة أراضيها ورفع العقوبات، وتخفيف معاناة الشعب السوري بقدر الاستطاعة.
وأكد الشرع خلال المؤتمر أن هناك توافق مع الفصائل على قيادة موحدة وتأسيس وزارة دفاع وغالبيتها موافقة على ذلك، مبيناً أن منطق الدولة يختلف عن منطق الثورة ولن يُسمح بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة، لان السلاح المنفلت يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة.
وهنا جدد الشرع التأكيد على أن الفصائل المسلحة ستبدأ بحل نفسها تباعاً تمهيداً لحصر السلاح بيد الدولة السورية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الفترة الماضية كانت سوداء في تاريخ سوريا مضيفاً “نحن مقبلون على مستقبل مشرق”.
وأكد فيدان أن بلاده تقف إلى جانب السوريين ولن تتركهم إذ قال: “سنقف إلى جانب السوريين في إعادة صياغة مؤسسات الدولة، ولتلبية جميع الوعود التي قطعناها يجب أن يكون هناك توافق داخلي في سوريا”.
وكشف أنه بحث مع الشرع استقرار سوريا وعودة اللاجئين، مضيفاً أنه لا بد من تأسيس نظام لحماية الأقليات ووضع دستور جديد يحترم كل الطوائف في سوريا.
ودعا وزير الخارجية التركي العالم العربي ليتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا، معتبراً أن الوقت ليس وقت انتظار.
وأردف فيدان أنه لن يكون هناك تنظيمات إرهابية في سوريا بقوله: “لا مكان لمنظمات الإرهاب في مستقبل سوريا، والإدارة السورية مصرة على مكافحة التنظيمات الإرهابية، لن نسمح لأي تنظيم إرهابي بالاستمرار بالوجود داخل سوريا”.
وأعرب فيدان عن أمله في المرحلة المقبلة أن تصبح سوريا خالية من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات تدعي أنها تكافح تنظيم “داعش” وهذه حجة غير مقبولة.
كما دعا وزير الخارجية التركي لضرورة رفع العقوبات عن سوريا وإتاحة الفرصة للإدارة السورية الجديدة لتحقيق أهدافها، مضيفاً: “يجب أن نبدأ النهوض بسوريا وإعادة إعمار بناها التحتية والفوقية”، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الإدارة الجديدة في سوريا للنهوض بالبلاد.
وشدد في تصريحه خلال المؤتمر الصحفي، على ضرورة احترام “إسرائيل” وحدة الأراضي السورية ووقف عملياتها العسكرية فيها.
وجاءت زيارة فيدان بعد زيارة سابقة لرئيس المخابرات التركي إبراهيم قالن لدمشق في 12 كانون الأول الجاري.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن يوم الجمعة الماضي أن فيدان سيتوجه إلى دمشق لإجراء مناقشات مع الإدارة الجديد في سوريا.