أثر برس

وفـ.اة أربعة سوريين.. مصادر دبلوماسية من الخرطوم لـ”أثر”: عناصر “الدعم السريع” اعتـ.دوا على السفارة السورية

by Athr Press A

خاص|| أثر برس كشفت مصادر دبلوماسية في السفارة السورية في السودان عن وقوع 4 وفيات من بين أبناء الجالية السورية نتيجة الصراع الدائر حالياً في جمهورية السودان بين الجيش الحكومي و”قوات الدعم السريع”، مؤكّدة إقدام عناصر مسلحة من قوات “الدعم السريع بالاعتداء على السفارة السورية في الخرطوم ما أدى لحدوث أضرار فيها.

وقالت المصادر الدبلوماسية: “هناك 4 وفيات من الجالية السورية إلى جانب عدد كبير من المدنيين السودانيين نتيجة إصابتهم بالرصاص الطائش خارج منازلهم”، مشيراً إلى وقوع ضحايا آخرين وهم داخل منازلهم (من دون ذكر إن كان من بينهم سوريين) نتيجة القصف، مشيرةً إلى معلومات ما تزال غير دقيقة حول الإحصائيات النهائية؛ لأن الصراع ما يزال مستمراً حتى تاريخه، والمشهد ضبابي جداً”.

وإلى الآن ما يزال الصراع بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، إذ وصل الحال إلى مستوى غير مسبوق من التوتر، أدى إلى مواجهةٍ عسكرية مباشرة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أودى، بحسب “لجنة أطباء السودان”، بحياة نحو 144 شخصاً من المدنيين نتيجة الاشتباكات، وارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 1400 شخصٍ من المدنيين والعسكريين.

وأكّد المصدر الدبلوماسي، أنّ “السفارة السورية تلقت اتصالات عدة من أبناء الجالية لطلب الإجلاء فقط، ولا يوجد غير ذلك في الوقت الراهن”، مبيناً أنّ “الوضع الحالي في السودان لا يسمح بإجلاء أي فرد خاصة أن المطار الرئيسي خرج عن الخدمة ولا يوجد رحلات جوية”.

وأضاف، “حتى الشوارع لا يمكن لأي مواطن الخروج إليها؛ لأنها أصبحت تحت سيطرة العسكر من الجانبين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، والتي ترى (أي الدعم السريع) كل شخص في الخارج هدفاً لها”، مؤكداً أنّ “العمل ضمن مبنى السفارة متوقف حالياً خاصة بعد وصول قوات الدعم السريع إليها وقيامهم بإلحاق أضرار بها، وضرب كاميرات المراقبة كي لا توثق أي ممارسات لهم في المنطقة المحيطة بها”.

ولفتت المصادر إلى أنّه “وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة؛ لكن “يمكن القول أنّ عدد أبناء الجالية السورية في السودان يبلغ نحو 30 ألفاً سورياً يعملون في مناطق عدة وخاصة في منطقة الرياض”.

وأشارت المصادر إلى تراجع عدد أبناء الجالية السورية في السودان خلال السنوات الماضية بشكل كبير، حيث كان عدد السوريون في السودان قبل عام 2014 يزيد عن 200 ألف سوري خاصة خلال فترة حكم عمر البشير الذي منحت الحكومة السودانية حينها تسهيلات ممتازة كالإقامة من دون أوراق رسمية وغيرها، إضافة إلى ذلك، أسهم تراجع الأوضاع الاقتصادية في السودان وتدهور الوضع المعيشي الذي أدى إلى هجرة الآلاف منهم إلى دول أخرى.

ماذا يجري؟

وتدور منذ صباح السبت الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، إذ يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات “الدعم السريع” وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.

وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات “الدعم السريع” في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى المدنيين.

وأثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين، وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.

دعوة للتفاوض

ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى لليوم الرابع على التوالي، في حين تبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً لحث الطرفين على الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بحسب ما نقله موقع قناة “الميادين. نت”: إن قواته تؤكد موافقتها على “هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”.

وأضاف أن “القوات المسلّحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار، وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو، وعرّضت أرواح المدنيين للخطر”، مشيراً إلى أنه ينتظر المزيد من المناقشات مع “وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول سبل معالجة هذه الانتهاكات”.

في المقابل، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر عفواً عمن يضع السلاح من الدعم السريع، فيما قالت قوات الدعم السريع: إن “ثورة جديدة انطلقت منذ السبت، وهي مستمرة لبلوغ غاياتها، وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية”.

وأضافت في بيان لها: “لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية، وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة، وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي”.

حض مسبقاً، وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء طرفي النزاع في السودان على “وقف الأعمال العدائية فورا”، والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخصٍ.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً