أعلن الإعلام الأمريكي عن زيارة قام بها وفد أمريكي إلى سورية، لبحث مجموعة من الملفات لا سيما ملف الإفراج عن مواطنين أمريكيين فيما رفضت الإدارة الأمريكية تقديم أي تصريح حول هذه الزيارة، في حين كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “الوطن” السورية عن تفاصيل هذه الزيارة والأولويات التي حددتها الدولة السورية خلال الاجتماع، كرفضها لمناقشة أي ملف قبل البدء بوجود إجراءات ملموسة على الأرض من قبل الاحتلال الأمريكي تمهيداً للانسحاب من الأراضي السورية، الأمر الذي جعل هذه الزيارة محط اهتمام المحللين والمراقبين.
حيث جاء في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:
“هذا التوجه السياسي سيكون مرور الكرام لأن الولايات المتحدة تمر في أزمات داخلية وخارجية خطيرة لها تداعيات جديدة لمخططات كان قد أعلن عنها عندما حاولت إسقاط الدولة السورية.. ترامب يحاول أن يحسن من صورته السياسية تجاه جمهوره في الولايات المتحدة ليكسب المزيد من الوقت والمماطلة ليست إلا لمصلحته الشخصية وذلك لينقذ نفسه من المأزق المفتوح أمامه ليحط أنظاره على سورية بما أنه اعتمد على سياسية التحريك في المنطقة ككل، فترامب كثرة ترهاته السياسية بعد أن فشل بأكثر من محطة سياسية سواء في العراق أو في سورية”.
ونشرت “نيزافيستيا غازيتا” الروسية:
“مع بقاء القوة المسلحة الأمريكية في سوريا، من المنطقي توقع مزيد من محاولات إقامة قنوات اتصال مباشر بين واشنطن ودمشق. وهذا يجعل من الواضح، في أقل تقدير، إمكانية الحفاظ على مناطق النفوذ الأجنبي في سوريا والحاجة إلى إيجاد طرق للتعايش المعقول”.
كما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن محللين قولهم:
“على المستوى الاستراتيجي والجيوبوليتيكي تعكس هذه الزيارات اعترافاً أمريكياً وقناعة ضمنية بفشل مشروع لإسقاط الدولة السورية، وتغيير موقعها السياسي في معادلات المنطقة، بما في ذلك تحويلها إلى حليف يقبع تحت الهيمنة الغربية، وطرف قابل بالتسوية مع الكيان الإسرائيلي دون استعادة الأرض والحقوق، بل أن هذه الزيارات تحمل في مدلولاتها سحب مشروع الحل الصفري ضد دمشق، واستعادة المنظور البراغماتي الأمريكي حيال سورية بما يقتضي الإقرار بضرورة التواصل مع دمشق على وضعها السياسي الراهن”.
قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهذه الخطوة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً، إشارة واضحة إلى أن ترامب يهدف إلى تحقيق إنجاز على المستوى الداخلي لدعم حملته الانتخابية في الداخل الأمريكي بعد التنبؤ بخسارته في الانتخابات الرئاسية، أما على المستوى الخارجي فيبدو أن ترامب، يحاول وضع طريق للعودة بعد فشل مشروعه في سورية بالرغم من العداء الواضح الذي أبداه ضد الدولة السورية خلال السنوات الفائتة، في حين أنه بحسب المعلومات التي نقلتها صحيفة “الوطن” السورية عن المصادر فإن دمشق كانت شديدة الحذر خلال هذا الاجتماع، وعند الكشف عن أن الدولة السورية اشترطت وجود إجراءات عملية لانسحاب الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية قبل مناقشة أي ملف، فهذا يعني أن دمشق كانت سيدة الموقف في الاجتماع وتسعى إلى استخدام كافة أوراقها لإجبار الاحتلال الأمريكي على الانسحاب من أراضيها.