رافق الوفد السياسي الذي وصل اليوم إلى طهران، والذي يترأسه وزير الخارجية فيصل المقداد، وفد اقتصادي برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، ووزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب.
ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فإنّ “الوفد الاقتصادي سيتابع تنفيذ وثائق واتفاقيات التعاون الثنائية الموقعة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا في أيّار الفائت”.
كما ذكرت صحيفة “الوطن” المحليّة اليوم، إنّ “الوفد الاقتصادي السوري برئاسة الوزير الخليل سيشارك في أعمال اجتماعات اللجنة الاقتصادية السورية- الإيرانية المشتركة التي تنطلق اليوم، على حين سيترأس الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن مهرداد بزر باش”.
وفي هذا الإطار، وصف السفير السوري لدى طهران شفيق ديوب زيارة الوفد السوري والاجتماعات المشتركة التي ستجري في طهران بالمهمة، لافتاً إلى أن “زيارة الوفد مكثفة جداً وتشمل لقاءات مع عدد من الوزراء الإيرانيين ومع شركات إيرانية كبرى تتطلع للعمل في سوريا، وستجري مباحثات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الإيرانيين”.
وبيّن ديوب في تصريحات لصحيفة “الوطن”، أنّ “الاجتماعات الاقتصادية المشتركة والتي ستستمر أعمالها حتى نهاية الأسبوع الجاري، سيتم خلالها متابعة كل المواضيع والقضايا المشتركة بين البلدين، وتقييم تنفيذ مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في أيار الفائت، وتنفيذ توجيهات الرئيسين بشار الأسد ورئيسي بتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، وتذليل كل العقبات التي يمكن أن تظهر في مسار هذه العلاقات، وخصوصاً تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية”.
ولفت السفير السوري إلى أن “مذكرات التفاهم التي وُقعت خلال زيارة الرئيس الإيراني لسوريا هي 15 مذكرة تعاون شملت كل القطاعات بما فيها الطاقة والزراعة والمناطق الحرة والاتصالات وغيرها”، موضحاً أنه “جرى خلال هذه الزيارة أيضاً اتفاق على بناء وتأسيس مشاريع استراتيجية بين البلدين في مجال الطاقة والغاز والنفط والنقل”.
وأكد ديوب أنّ “الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاقيات قد بدأت بالفعل، والعمل جارٍ حالياً لتأسيس بنك مشترك بين البلدين، وتوقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شركة تأمين مشتركة”، مبيناً أنه “دخلت ما يزيد عن 12 مذكرة تفاهم وقّعت خلال قمة الرئيسين الأسد- رئيسي، حيّز النفاذ والعمل جارٍ لتنفيذ كل التوجيهات التي صدرت خلال هذه الزيارة وجميع مذكرات التفاهم التي وقعت.”
وكشف ديوب أنّ “اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة ستدرس وتخطط لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال الأشهر القليلة القادمة في طهران، والتي يرأسها من الجانب السوري رئيس الوزراء، ومن الجانب الإيراني نائب الرئيس الإيراني، قائلاً: بُذلت جهود كبيرة للتنسيق والتحضير الجيد لاجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة”.
ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى العاصمة السورية دمشق، في 3 أيّار الفائت على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والطرق والبناء والدفاع والنفط والاتصالات ورئيس مكتب رئيس الجمهورية ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية وممثل عن مجلس الشورى الإسلامي.
وقال الرئيس بشار الأسد بعد استقبال نظيره رئيسي في قصر الشعب، إنّ “العلاقات السورية- الإيرانية غنية بالمضمون، وغنية بالتجارب، وغنية بالرؤية التي كونتها؛ ولأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرة وثابتة على الرغم من العواصف الشديدة”.
بدوره، أكد الرئيس الإيراني، أنّ “سوريا تجاوزت مصاعب كثيرة “نستطيع القول إنكم عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار على الرغم من التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم”.
ووقّع الرئيسان بشار الأسد وإبراهيم رئيسي حينها، مذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين سوريا وإيران، كما جرى في حضورهما توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط والنقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى.
وأفادت وكالة سانا الرسميّة، بأنه” وُقّعت مذكرات تفاهم بين البلدين ضمت: التعاون في المجال الزراعي، وفي مجال السكك الحديدية، وبشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية بين البلدين، وفي مجال المناطق الحرة بين البلدين، وفي مجال النفط، ومذكرة تفاهم بين المركز الوطني للزلازل في سوريا والمعهد الدولي للهندسة الزلزالية في إيران، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات، بالإضافة إلى محضر اجتماع للطيران المدني بين سوريا وإيران.
أثر برس