أعلن متزعم “جبهة النصرة” في إدلب المدعو “أبو محمد الجولاني”، عن رفضه الحل السياسي الذي تم الاتفاق عليه في أستانة مؤخراً والمتعلق بوقف إطلاق النار مقابل الالتزام باتفاق سوتشي، مؤكداً أن “النصرة” لن تنسحب من المنطقة “منزوعة السلاح” شمالي غرب الأراضي السورية.
ونقلت وكالة “أ.ف.ب” الفرنسية عن “الجولاني”، قوله خلال مؤتمر صحفي عقده في إدلب ومنع التصوير فيه: “ما لم تأخذه الدولة السورية عسكرياً وبالقوة فلن يحصل عليه سلمياً بالمفاوضات والسياسة (…) نحن لن ننسحب من المنطقة أبداً”.
ويأتي إعلان “الجولاني” عن قراره، بعدما وافقت الدولة السورية خلال الجولة الـ13 من محادثات أستانة على وقف إطلاق النار في إدلب مقابل التزام “النصرة” باتفاق المنطقة “منزوعة السلاح” الذي تم الاتفاق عليه ضمن اجتماع عُقد في سوتشي بين روسيا تركيا، دون أن تتمكن أنقرة من فرض بنوده التي وافقت عليها على فصائلها ولا على “جبهة النصرة”، حيث يقضي الاتفاق بانسحاب مسلحي “النصرة” من تلك المنطقة إضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منها.
وأضاف “الجولاني” خلال المؤتمر الصحفي: “لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء”، مشدداً على رفض مسلحيه دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة كما ينص الاتفاق.
الجدير بالذكر أنه بعدما تمكنت القوات السورية من استعادة العديد من القرى والبلدات الاستراتيجية، حاول “الجولاني” تبرير سبب هزيمتهم، حيث نقلت وكالة “ستيب” المعارضة عنه قوله: “جبهة النصرة” كانت عاجزة عن التصدي للهجوم الذي شنته القوات السورية على مواقع “النصرة” وتابع: “لا أحد يستطيع الصمود أمام هكذا قصف، كما استغلت القوات السورية دخولها لبلدة كفرنبودة وقلعة المضيق” معتبراً أنهما “خاصرة ضعيفة وهشّة”.
وفي وقت سابق، وصف “الجولاني” هذه المعركة التي بدأتها القوات السورية في ريف حماة أنها معركة “وجود أو زوال” وذلك خلال اجتماع “طارئ” عقده في ولاية أطمة التركية مع مجموعة من قادة الفصائل المسلحة وشخصيات تركية لم يتم التعرف عليها، وفقاً لوكالة “سبوتنك” الروسية، حيث حذّر “الجولاني” قادة الفصائل خلال الاجتماع من عقد الاتفاقات دون الرجوع إليه، مشدداً على أن هذا الفصيل سيكون مستهدفاً من “النصرة”.