خاص|| أثر برس تعمل “جبهة النصرة” في ريف إدلب على حفر خندق ترابي يمتد من بلده أطمه، شمال محافظه إدلب وينتهي عند الغزاوية بريف حلب الشمالي الغربي التي تسيطر عليها فصائل أنقرة، بهدف عزل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة “الجيش الوطني” التابع لأنقرة بحجة ضبط الأمن والحد من عمليات تسلل عناصر من تنظيم “داعش” أو “قسد”.
مصادر “أثر” في إدلب أكدت أن الهدف من الخندق هو منع عمليات التهريب من مناطق سيطرة ما يسمى بـ “الجيش الوطني” التابع لتركيا إلى مناطق سيطرة “جبهة النصرة” لتمكين حالة فرض الإتاوات والضرائب التي تفرضها على نقل البضائع لتمويل مصادر دخلها.
وكشفت مصادر “أثر” أن عملية الحفر بدأت منذ بداية حزيران الجاري، مشيرة إلى أن الخندق بعمق يقارب 5 أمتار وعرض بين 6 و8 أمتار وارتفاع الساتر يقدر بحوالي 2 إلى 3 متر وطول يقارب 25 حتى 30 كم.
وتشارك بعمليات الحفر آليات ضخمة مؤلفه من تركسات وبلدوزرات وبواكر، وبواسطة معتقلين يتم إخراجهم في أوقات متأخرة من الليل وتحت حراسة مشددة.
وباعتبار أن الخندق يمر بأراضٍ يقطنها مدنيون وتوجد فيها مخيمات، ألزمت “النصرة” قاطني هذه الأراضي بإخلائها بالانتقال إلى أراضٍ أخرى، حيث أكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية التابعة لـ “النصرة” أنذرت العائلات التي تسكن بمخيمات سفوهن وأم الشهداء وكفر عويد شمالي إدلب بضرورة إخلاء مكان سكنها بسبب مرور الخندق بالأراضي التي يسكنون فيها، كما أخبرت العائلات بضرورة نقل أماكن سكنها إلى أراضٍ في منطقة مشهد روحين شمالي إدلب، مشيرة إلى أن السكان رفضوا ترك مخيماتهم بعد إمهالهم مدة أقصاها 10 أيام لإخلاء الأراضي.
في المناطق التي يصعب الحفر فيها، أفادت المصادر بأنه سيتم وضع أسلاك شائكة، وبذلك تكون قد فرضت كامل السيطرة الفعلية على التجارة بين المناطق وإجبار التجار بالمرور عبر حواجزها ودفع إتاوات مالية.
عمليات العزل التي تقوم بها “النصرة” أثارت غضب المدنيين، الذين أكدوا لمصادرنا أن حفر الخنادق يؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية، معربين عن رفضهم لفكرة فصل الريفين الحلبي والإدلبي عم بعضهما.
خندق أطمة – الغزاوية هو واحد من مجموعة الخنادق والسواتر التي تعمل “النصرة” على إنشائها بهدف عزل إدلب عن محيطها، مشيرة إلى أن “النصرة” تعمل على إبقاء حركة البضائع والأفراد والمواد وما شابه تحت سلطتها، وذلك من خلال منع دخول أي منتج إلا عن طريقها، حيث منعت سابقاً دخول مادتي السكر والطحين والمحروقات من المناطق المتاخمة لشمالي إدلب، وذلك بهدف إبقاء كامل السيطرة الاقتصادية تحت تصرفها لتتمكن من التلاعب بأسعار المواد
وإبقاء الفائدة المادية لصالحها، حيث وصل سعر ليتر البنزين اليوم الأربعاء إلى دولار و425 سنت، وبلغ سعر ليتر المازوت نوع أول إلى 977 سنت، فيما بلغ سعر أسطوانة الغاز 13 دولاراً و 13 سنت.
يشار إلى أن “النصرة” ومنذ أن سيطرت على محافظة إدلب، تعمل على تأمين مصادر تمويل، حيث سبق أن باعت معظم سكك القطارات ومحطة زيزون إلى جانب الإتاوات التي تفرضها على المدنيين، إلى جانب محاولات متزعم “النصرة” المدعو “أبو محمد الجولاني” لنزع صفة “الإرهاب” عن تنظيمه، وتعزيز وجوده اقتصادياً إلى جانب الوجود العسكري.
إدلب