خاص|| أثر تعتبر المواسم الزراعية مصدر رزق لعدد من العائلات السورية؛ فموسم قطاف الزيتون مثلاً يوفر عدد من فرص العمل وخصوصاً للسيدات العاطلات عن العمل سواء في عملية القطاف أو البيع على البسطات على جوانب الطرق أو حتى تحضيره وبيعه جاهزاً مما شكل مصدر رزق لهم.
تقول سعاد لـ “أثر”: إن عملها في تحضير مونة الزيتون لعدد من الأسر وفر لها فرصة عمل وهي ضمن منزلها، وتشرح أن “هناك عائلات تطلب منها تحضير مونة الزيتون مقابل مبلغ مادي عن كل كيلو تقوم برصه وتحليته”.
وذكرت سعاد أن هناك عائلات يحضرون لها الزيتون وهي تقوم بتحضيره وتتقاضى عن كل كيلو 2500 إلى 3000 ليرة وذلك نظراً لأنه يتطلب مجهوداً كبيراً لجهة وضع الملح الصخري وتحليته وتبديل المياه أكثر من مرة، وحين وضعه في مطربانات زجاجية أو بلاستيكية تتقاضى ثمنها؛ فلكل نوع سعره.
وعن كمية الطلبات التي تنجزها، قالت: “يومياً أنجز 10 كيلو أرصها وأضعها في المياه وأقوم بتبديلها”، مبينة أن هناك طلبات تنجزها في يوم أو يومين أو أسبوع حسب الكمية التي تطلب.
وتابعت: “سعر الزيتون في الأسواق يبدأ من 10 آلاف وحتى 15 ألفاً حسب الأنواع ومن السيدات من تحضر الزيتون وأنا أقوم برصه ومنهم من يقومون بتوصيتي والحصول عليه جاهزاً وهكذا تختلف الكلفة والسعر وأجرة العمل”.
رويدا هي الأخرى سيدة معيلة لمنزلها وازداد العبء عليها بعد إصابة زوجها وعدم قدرته على السير فقررت إضافة إلى عملها كموظفة في إحدى المدارس أن تقوم بتلبية طلبات السيدات من أجل الحصول على دخل يكفيها شر العوز والحاجة.
وتشير رويدا إلى أن المواسم الزراعية تمنحها فرصة للحصول على مردود مادي إذ إنها لا تعمل في موسم الزيتون فقط إنما لكل موسم وقته ففي موسم الرمان تحضر الدبس وتبيعه وأثناء موسم عرانيس الذرة تقوم بتقشيرها بناءً على طلب أصحاب العربات الذين يبيعونها وتتقاضى عن تقشير كل عشرة عرانيس 5000 ليرة وهكذا دواليك حتى تنتهي المواسم ويأتي غيرهاـ مضيفة لـ “أثر”: “الأوضاع الاقتصادية تحتاج منا إلى البحث المتواصل عن مصدر الرزق”.
إذاً، تبقى المواسم الزراعية ملاذ الكثير من الأسر والشباب العاطلين عن العمل؛ فهي مصدر رزق يُمكن أن يؤمن لهم مستلزماتهم في ظل الغلاء وصعوبة تأمين لقمة العيش لعدد منهم، وبات هناك الكثير من النساء تعمل ليس فقط في تحضير الزيتون وإنما أيضاً في تحضير المكدوس ومونة الفول والبازلاء وغيرها الكثير.
دينا عبد