اشتهرت حمص بأعياد ومواسم ربيعية متنوعة ترافقت باحتفالات ومراسم وطقوس شعبية متفاوتة يعود تاريخها إلى قرون عديدة من الزمن، ورغم تقلّص هذه المواكب الاحتفالية في الوقت الحالي وتلاشي بعضها الآخر فلم يبق من آثارها سوى الذكريات في أذهان الجيل القديم، واقتصر بعضها الآخر على مراسم بسيطة تشير إلى أن بعض المسنين ما زالوا متمسكين بتراث مجتمعهم وعادات وتقاليد أجدادهم.
وتنفرد مدينة حمص السورية عن غيرها من المدن السورية بالاحتفال بـ “عيد الحلاوة” الذي يطلقون عليه أيضاً “خميس الأموات” حيث يتوجه فيه سكان المدينة لزيارة موتاهم.
وتعود التقاليد في هذا العيد لعهد الحكم المملوكي ، ففيه يشترون الحلويات أو ما يسمونه بلهجتهم المتداولة “الحلاوة” ويوزعونها على الفقراء ورجال الدين بعد زيارة أمواتهم في المقابر.
واعتاد صانعو الحلويات في هذا العيد على الابتكار بأشكال وألوان حلوياتهم، فمنها ما يأتي على شكل هرم ملون بطبقات من الزهري والأبيض، وهذا النوع هو الأكثر انتشارا والأقل تكلفة.
ومن تلك الحلويات ما يعرف بالبشمينة وتأتي على شكل مكعبات مصنوعة من الطحين والسمن والسكر، أما السمسمية فهي أقرب إلى البسكويت إلا أنها مغطاة بالكامل بالسمسم.
ويحدد أهل حمص موعد “خميس الأموات” على أنه يوم الخميس الذي يسبق احتفال المسيحيين الشرقيين بعيد الفصح، وهو الموافق للثامن من شهر نيسان في هذا العام.
وخميس الأموات أو عيد الحلاوة هو أحد الخميسات الشهيرة في حمص والتي لا تقتصر على المسلمين، ومنها خميس التايه (الضائع) وخميس الشعنونة الخاص بالمسيحيين وخميس المجنونة وخميس القطاط وخميس المشايخ المخصص للاحتفال برجال الدين.