أحيت بعض البلدان يوم أمس ذكرى يوم القدس العالمي بالرغم من جائحة كورونا التي أصابت العالم أجمع، حيث حرصت العديد من البلدان على المحافظة على إحياء هذا اليوم بما يتناسب مع إجراءات الوقاية، مثل العاصمة السورية دمشق التي شهدت مسيرة بالسيارات، كما جرى في بلدان أخرى فعاليات لإحياء هذا اليوم بما له من رمزية، وقد تناولت بعض الصحف في حديثها اليوم القضية الفلسطينية ورمزيتها بعدة مقالات.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “القدس العربي” مقالاً خصصت فيه الحديث عن التطبيع الخليجي مع الكيان الإسرائيلي، جاء فيه:
“في وسط الأجواء المسمومة التي يثيرها خطاب التخلي عن فلسطين لأن هذا الفلسطيني او ذاك قام بكذا أو كذا، يحتاج المرء إلى إعادة التوكيد على أمور ربما هي من البديهيات، خلاصة المسألة هنا هي ان أسوأ ما قد ينحدر إليه خطاب معين هو الاصطفاف مع الجلاد والمجرم بسبب خطأ هامشي او حتى غير هامشي ارتكبته الضحية، أن ذلك يعني أن نبرر لمجرم يسطو على بيت ويقتل أصحابه ويسرق ما فيه ويحتله، لأن واحداً من أفراد العائلة التي تملك البيت وتسكنه يتنمر على أخيه الصغير أو يسيء الخلق تجاهه”.
ونشرت صحيفة “رأي اليوم“:
“إنّ الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالةً من الرّعب، لأنّ الخناق يضيق عليه، والحرب السيبرانيّة هي المفاجأة الصّادمة التي لم نتوقعها، والأيّام القادمة ستكون مختلفةً ليس لأنّ أمريكا ستفقد عرشها وهيبتها كقوة عظمى وحيدة، واقتصادها الذي لن يتعافى لسنوات بفعل كورونا، وإنّما لأنّ محور المقاومة يزداد قوّةً وصلابةً، بينما تنهار المحاور المقابلة”.
كما تحدث مقالاً نشره موقع “الميادين نت” عن مسؤولية الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية خصوصاً الدولة السورية، جاء فيه:
“المسؤولية السورية رأس الواجبات في المشروع التحريري، وينطلق هذا الأمر استناداً إلى مفهوم سورية الكبرى أو سورية الطبيعية، التي تختزل مفهوم بلاد الشام التاريخي، والتي تبدأ حدودها الجغرافية من رفح أو العريش، وفق ما عبّر عنه الجغرافي الإدريسي، فتكون فلسطين الجزء الجنوبي المحتل من سورية، وهنا تتدرج المسؤوليات، حيث يمثل الفلسطينيون رأس الحربة في العمل المقاوم، باعتبارهم الضحية المباشرة لاغتصاب أرضهم وتهجيرهم، وبالسوية نفسها، تكون دمشق موقع القرار المقاوم وإرادة التحرير، وعليها مسؤولية القيادة”.
بالرغم من كافة محاولات التطبيع والتقرب من الكيان الإسرائيلي من قبل دول الخليج، لا تزال العديد من الدول تحيي يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، حيث يتجدد في هذا اليوم التأكيد على حق العودة وعلى عدم شرعية الوجود الإسرائيلي والتذكير بكافة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وفي كل عام يأتي فيه ذكرى يوم القدس العالمي يكون “الداخل الإسرائيلي” أكثر هشاشة وضعفاً، وأقل قوة، الأمر الذي يؤكده دائماً مسؤولون عسكريون “إسرائيليون”.