علّق خبراء عسكريون على مقترح نائبٍ في مجلس الدوما الروسي عن منطقة القرم ميخائيل شيريميت، المتعلق بنقل صواريخ عابرة للقارات إلى سوريا بهدف تشكيل محيط رادع من العدوان الخارجي، بالإشارة إلى أن هذا المقترح لا يعبّر عن إجماع داخل الكرملين.
وفي هذا السياق نقلت قناة “روسيا اليوم” عن الخبير العسكري اللواء سمير راغب، قوله: “إن اقتراح نقل صواريخ عابرة للقارات إلى سوريا هو مجرد اقتراح لنائب عن شبه جزيرة القرم في مجلس الدوما الروسي، ولا يعبّر عن إجماع داخل الكرملين أو نية الكرملين”.
وأضاف راغب: أن “فكرة استبدال الرؤوس الحربية النووية بتقليدية لا يجعله خارج اتفاقيات الحد من التسلح، واتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية “START” الموقّعة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحسب عدد الصواريخ بمدى أكثر من 5500 كيلومتر، سواء داخل روسيا أو خارجها، وسواء داخل الخدمة أو خارجها”.
وأوضح أن “وجود تلك الصواريخ على الجانب السوري يمثل مخالفة لاتفاقيات الحد من التسلح من قبل الجانب الروسي، حيث أن أي صاروخ باليستي أو كروز بمدى أكثر من 300 كيلومتر يُعد مخالفة، ثانياً: لا يوجد عدائيات لسوريا تحتاج لهذا المدى، بينما العدو المباشر لسوريا لن يسمح بوجود صواريخ لها تأثير القنابل النووية، حتى وإن كانت تعمل برؤوس حربية تقليدية على حدوده الشمالية، والأهم أن الولايات المتحدة وحلف “الناتو” سوف يتعاملان مع أي نقل للصواريخ الروسية القادرة على حمل رؤوس نووية، كما تم التعامل في أزمة الصواريخ الكوبية، أي أن نقل صورايخ عابرة للقارات إلى سوريا يعني الخطوة قبل الأخيرة لاشتعال الحرب العالمية الثالثة”.
وكان النائب في مجلس الدوما الروسي عن منطقة القرم ميخائيل شيريميت، قد اقترح نقل صواريخ فويفودا الباليستية العابرة للقارات إلى سوريا لتشكيل محيط رادع من العدوان الخارجي، وفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية أمس الجمعة.
وأضاف النائب: “الآن يجري استبدال صواريخ فويفودا الباليستية العابرة للقارات، والتي يطلق عليها عادة الشيطان في الغرب، بأحدث صواريخ سارمات، بدلاً من التخلص من الصواريخ التي تمت إزالتها من الخدمة القتالية، أقترح نقلها إلى البلد الصديق سوريا”.
ونوه النائب بأنه قبل نقل الصواريخ، من الضروري تحديثها واستبدال الرؤوس الحربية النووية بأخرى تقليدية، مشيراً إلى أن “سوريا ليست قوة نووية، لذا فإن إمدادها بصواريخ باليستية تقليدية قوية سيخلق محيطاً موثوقاً للحماية والردع من التهديدات الخارجية”.
ويتعدى مدى صاروخ “فويفودا” الـ11 الف كيلومتر، وبرأس حربية تقليدية 12 طناً، ووزن إجمالي 212 طناً، وطول 36.6 متر، وقطر 3 أمتار.
يشار إلى أنه خلال العام الجاري ومنذ بدء الحرب الأوكرانية، تزايد اهتمام روسيا بقاعدتها العسكرية في سوريا المتموضعة على سواحل البحر المتوسط في حميميم، حيث وصلت إلى القاعدة وصول مقاتلات من طراز “ميغ -31 ك” الحاملة لصواريخ “كينجال” فرط الصوتية وقاذفات “تو-22 م” وصلت إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا في إطار التدريبات البحرية، إلى جانب العمل على توسيع مدرجات القاعدة والمناورات والتدريبات البحرية المشتركة التي قامت بها روسيا، وتعقيباً على هذا الاهتمام في القاعدة، سبق أن نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أفاد بأن “الكرملين يأمل في أن تكون سوريا شوكة مستقبلية في الجناح الجنوبي لحلف الأطلسي”، مشيراً إلى أنه “دوماً تُظهر روسيا رغبتها في توسيع تدريباتها العسكرية في سوريا على مقربة شديدة من الجيش الأمريكي، موضحاً أنه “على سبيل المثال في 25 كانون الأول تم نقل أكثر من 20 طائرة هليكوبتر من حميميم إلى المطارات في الحسكة ودير الزور، وسيطرت طائرات A-50 أواكس على أعمال الطيران”.