يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة منذ أكثر من 40 يوم، حيث جدد اليوم الخميس، اقتحامه مجمع الشفاء الطبي بالدبابات من الناحية الجنوبية وجرف مساحات واسعة من بنيته التحتية، حتى أنه يطلق النار على كل من يحاول الخروج منه.
كما اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من أهم الكوادر الطبية في مجمع الشفاء الطبي، وحولته إلى ثكنة عسكرية، واعتقلت عدداً كبيراً من الموجودين في المستشفى، من بينهم مهندسان من الطاقم التقني.
وبحسب “الميادين”، فإن مصير الأطفال الخّدج لا يزال مجهولاً، مؤكدةً أن انقطاع التيار الكهربائي ينذر باستشهاد المزيد من الجرحى.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة اليوم: “بدأنا نضطر لبتر أعضاء بعض المصابين بسبب تعفن جروحهم بعد انعدام الإمكانيات”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة أن “الجيش” الإسرائيلي دمّر قسم الأشعة وفجّر قسم الحروق والكلى في هجومه على مستشفى الشفاء، ويحقق مع الأطباء والمصابين والنازحين، مضيفاً: “الوضع خطير جداً بمجمع الشفاء ونناشد بالتدخل العاجل لإنقاذ الموجودين بالمجمع”.
بدوره، المدير الطبي في مستشفى شهداء الأقصى إياد الجبري أكد أن الوضع في مستشفى الشفاء كارثي، لافتاً إلى أن نحو 460 من المرضى والمصابين يتلقون العلاج في مستشفى شهداء الأقصى، بما يتجاوز 3 أضعاف سعته الاستيعابية.
كذلك، حذر من صعوبة توفير الوقود اللازم لمستشفى شهداء الأقصى، قائلاً إن الأمور ستتجه إلى وضع كارثي أكبر.
من جانبها، وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، قالت اليوم الخميس: “إن لم يدخل الوقود والأدوية بشكل كاف فإن المستشفيات لن تعمل”، مضيفة: “إن الموجودين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة يعيشون أياما مرعبة بفعل الحصار والاقتحام اللذين يمارسهما الجيش الإسرائيلي، إذ إن الجيش أعاد اقتحام المستشفى اليوم”.
وكشفت وزيرة الصحة الفلسطينية عن وجود 10 آلاف شخص داخل المجمع، بينهم 7 آلاف من النازحين وحوالي 1200 من الطواقم الطبية و1200 مريض، معظمها حالات خطيرة ومن بينهم أيضا أطفال خدج.
ووصفت الوضع في مستشفى الشفاء، بـ”الصعب جداً لأنه لا يوجد ماء للشرب ولا يوجد أكل لإطعام الكادر الطبي أو المرضى أو النازحين”.
وذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية أن هناك 35 مستشفى في قطاع غزة، منها 26 مستشفى لا تعمل الآن، أما التسعة الباقية فهي تعمل بشكل جزئي أو كلي، متابعة: “المستشفيات التي تعمل تقع شمال وادي غزة وعددها 24 مستشفى بما فيها الشفاء وتحتوي على 2000 سرير من أصل 3 آلاف سرير في القطاع كله”.
وأردفت: “تحتاج المستشفيات من 100 ألف إلى 120 ألف لتر من الوقود يومياً، وهي حاجة أساسية لتشغيل مولدات الكهرباء الأساسية لعمل غرف العمليات والثلاجات والمعدات الأخرى”.
وفي السياق ذاته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: “القوة النارية التي استخدمتها إسرائيل في قطاع غزة تعادل 3 قنابل نووية”.
وأكد خبراء من الأمم المتحدة، أنّ الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، تشير إلى “حدوث إبادة جماعية”.
وأشار الخبراء إلى أنّ الأدلة تؤكد تزايد “التحريض على الإبادة الجماعية، والنية العلنية لتدمير الشعب الفلسطيني، ووجود دعوات صاخبة إلى نكبة ثانية في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وكان مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال: “جيش الاحتلال يطلق النار على كل من يحاول الخروج من مجمع الشفاء والمستشفى أصبح مقبرة حقيقية لكل من فيه”.
ووصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول الفائت إلى 11500 شهيداً، في حين وصل عدد المفقودين إلى 3640 مفقوداً، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 29 ألف شخص، في حصيلة غير نهائية.