حذّر تقرير نشره المركز “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” من ارتفاع ضحايا الألغام في سوريا، رغم هدوء نسبي يسود جبهات القتال في سوريا، حيث تنتشر الألغام بين المزارع وبين منازل المدنيين في بعض الأحيان.
وذكر التقرير، الذي انتشر أمس الاثنين، أن هناك أطراف متعددة مسؤولة عن انتشار الألغام، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الدولة السورية في هذا الإطار.
وأكد التقرير أن الجيش السوري يمتلك أسلحة خاصة بمكافحة الألغام، حيث يعمل الجيش باستمرار على تمشيط المناطق التي تمت استعادتها، ويعثر باستمرار على كميات كبيرة من الألغام.
وأفاد التقرير بأن معظم ضحايا الألغام ينحدرون من محافظتي حلب والرقة، ويشكلون نصف الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء هذه الألغام، وتتلوها محافظة دير الزور التي تشكل 16% من ضحايا هذه الألغام، ثم درعا وتتلوها حماة، لافتاً إلى أن “أسباب توزع نسب ضحايا الألغام بين المحافظات السورية ترجع إلى تعدد الجهات التي تسيطر على هذه المحافظات، وتغيّر حجم النفوذ بحسب التغييرات العسكرية في كل منطقة”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، الأحد 4 من نيسان الحالي: “تزامناً مع اليوم الدولي للتوعية بالألغام، إنه بعد عشر سنوات من الأزمة السورية، يعيش حوالي 11.5 مليون شخص في خطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، مع تحول مساحات شاسعة في سوريا إلى حقول ألغام”.
وجمعت الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بيانات تشير إلى أن أكثر من 12 ألف شخص تعرضوا لحادث لغم، توفي 35% منهم، بينما أُصيب الـ65% الباقون بجروح ونصفهم تعرضوا لبتر في أطرافهم.
وتشكّل نسبة الأطفال المتعرضين لحادث بسبب الألغام 25% من العدد الكلي، أُصيبوا في أثناء اللعب.
ونشر “المرصد” المعارض في كانون الأول 2020، تقريراً أفاد بأن سوريا من أسوأ دول العالم في كمية الألغام المزروعة منذ عام 2011، على الرغم من حظر القانون الدولي استخدامها، مشيرة إلى أن الألغام قتلت ما لا يقل عن 2601 مدني في سوريا منذ عام 2011، بينهم 598 طفلاً و267 سيدة، بمعدل 33% من الضحايا نساء وأطفال.
وكانت وكالة “فرانس برس” قد نقلت في وقت سابق عن وينبّه أحد قادة التشكيلات الهندسية التابعة للجيش تأكيده على عدم وجود مخططات للألغام” ما يجعل عملية إزالتها صعبة، مضيفاً أن هذا تحد كبير وملف شائك لأن نزع الألغام المزروعة بدون مخططات يتطلب عشرات السنين.
وأشار إلى أنه تمّ زرع هذه الألغام، في الأماكن السكنية والحقول والمنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية، متحدثاً عن “خسائر جسيمة” خلّفتها.
يذكر أن الجيش السوري يعمل بعد استعادته لكل منطقة على تمشيطها بالكامل، مثلما جرى في تدمر حيث عمل الجيش حينها على تفكيك الألغام التي كانت منتشرة في تلك المنطقة.