جدد الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة اعتداءاته على سوريا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من العدوان الذي استهدف أبنية سكنية في منطقة المزة فيلات غربية.
وأكدت الوكالة الرسمية للأنباء “سانا” أن عدواناً إسرائيلياً طال منطقة المزة في دمشق، وذلك من دون ورود أي معلومات أخرى تتعلق بتفاصيل العدوان.
وجاء هذا الاستهداف بعد أقل من 24 ساعة من العدوان الذي استهدف أبنية سكنية في منطقة المزة فيلات غربية وقدسيا، ما أودى بحياة 15 شخصاً وتسبب بإصابة 16 آخرين من بينهم نساء وأطفال، وفق ما أكدته وزارة الدفاع السورية.
وأشارت الخارجية السورية في بيان أصدرته مساء الخميس أن العدوان طال حياً يضم مقراتٍ لبعثاتٍ دبلوماسية، ومكاتب للأمم المتحدة العاملة في سوريا، إلى جانب استهدافه أبنية سكنية في مدينة قدسيا في ريف دمشق” مضيفاً أن “هذا العدوان الإسرائيلي سبقته بساعات اعتداءات أخرى استهدفت مدينة حمص، وجسوراً على نهر العاصي، وطرقات على الحدود السورية اللبنانية في منطقة القصير بريف المحافظة”.
ونوّهت الخارجية بأن هذه الاعتداءات على سوريا جاءت “بعد يومين فقط من صدور إدانة واسعة عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة في الرياض لعدوانه الغاشم والمتصاعد على أراضي الجمهورية العربية السورية، واستهدافه المدنيين العزل، وتدميره المباني السكنية والبنية التحتية، وتحذيرها من خطورة هذا التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وما له من تبعات إقليمية ودولية”.
وارتفعت وتيرة الغارات “الإسرائيلية على سوريا خلال الأسبوع الأخير بشكل ملحوظ، إذ لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن “إسرائيل وجهت سلسلة ضربات متزامنة، على أبنية في حي المزة بدمشق وضاحية قدسيا ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق، وعلى جسور وحواجز عسكرية عدة في منطقة القصير بريف حمص، وذلك بعد يوم من كشف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف عن أن روسيا وجهت تحذيراً لتل أبيب بعدما ضرب الكيان الإسرائيلي هدفاً سورياً قرب قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية” لافتة إلى أن لافرينتيف قال في مقابلة مع قناة RT: “موقفنا كان دائماً الرفض الكامل لهذه الأنشطة الإسرائيلية التي تخرج عن أطر القانون الدولي، ويتم على أراضي دولة ذات سيادة، وأنه وعبر القنوات ذات الصلة، منها وزارتا الخارجية والدفاع، نتحدث عن ذلك بشكل مستمر، ونحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن هذه الأنشطة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية”.
وفي هذا الصدد، نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن محللين إشارتهم إلى أنه: “يمكن القول إن التصعيد الذي يجري في المنطقة قد يخدم مصالح روسيا إذا تمكنت موسكو من استثماره”.
وأضاف المحللون أن “معظم السيناريوهات تبدو في صالح الروس، من منطلق أنهم يستطيعون تأدية دور الوسيط بين إسرائيل وإيران (بحكم العلاقة)، ويكونون طرفاً ثالثاً بينهما، سيما في منطقة الجنوب السوري”.
وأشار المحللون في الوقت نفسه إلى أن روسيا “ستنخرط بشكل يخدم مصالحها، على أن لا تزيد من أعبائها العسكرية، أو تتعكر علاقاتها مع الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة، التي يعول عليها بوتين في حل المشكلة بأوكرانيا”.
من جانبه، يشير الكاتب خيّام الزعبي في مقالة نشرتها صحيفة “رأي اليوم” إلى أن “المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على سوريا، ومواجهة الجيش السوري لها، و محور المقاومة يستجمع قواه ويعيد تشكيل المنطقة من جديد بعدما حاولت أمريكا وحلفاؤها ملء فراغ تركته الأحداث التي جرت منذ سنوات، وبالتالي فإن سقوط المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا يعني دخول المنطقة برمتها في الزمن الإسرائيلي”.
وأضاف أن “ما يعيشه الكيان الصهيوني من خيبة في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة، نقرأ واقعنا فيها أن المقاومة أسقطتهم وحافظت على غزة ولبنان من السقوط، فالحقيقة التي يجب أن ندركها إننا الآن أمام تحدٍّ كبير يتطلب منا التغيير في الاستراتيجيات والعودة إلى الكفاح بكل أشكاله”.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ في تشرين الثاني الجاري 12 عدواناً على سوريا وتركّزت معظم غاراته على حمص ودمشق، مستهدفاً بنى تحتية وأبنية سكنية، ومخلفاً ضحايا وجرحى مدنيين بينهم أطفال.