بعد أكثر من 52 يوماً من الحرب على غزة، حذرت منظمة الصحة العالمية بأن قطاع غزة سيشهد وفاة عدد أكبر من الفلسطينيين نتيجة الأمراض مقارنة بضحايا القصف الإسرائيلي إذا لم تتمكن من دعم وإصلاح النظام الصحي في القطاع.
وقالت: “الأمراض تهدد حياة سكان قطاع غزة أكثر من الحرب نفسها وعمليات القصف، إذا لم يتم إصلاح النظام الصحي في القطاع ودعمه بما يحتاج إليه”، مضيفة: “الوضع الصحي داخل غزة كارثي أمام التجويع وافتقاد المأوى، وهناك أمراض مزمنة تفتقر للرعاية الصحية والأدوية اللازمة.. والمساعدات التي تمر من معبر واحد ويتم توزيعها لا يمكن أن تفي بالحاجة”، بحسب “سكاي نيوز”.
وطالبت بفتح المزيد من المعابر لدخول أكبر عدد من المساعدات، والعمل على سد ما يمكن من الاحتياجات الطبية في كامل قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن موظفي مستشفى الشفاء المحتجزين في غزة داعية إلى احترام حيادهم.
وكشفت الصحة العالمية أن الكثير من الأطفال في غزة باتوا يعانون أمراضاً معوية بسبب تلوث المياه، مضيفة: ” يعيش 1.3 مليون شخص حالياً في مراكز الإيواء بغزة”.
وتحدثت المنظمة عن التحديات الكبيرة التي يواجهها نظام الرعاية الصحية في القطاع، محذرة من أن إعادة بناء هذا النظام بسرعة هو السبيل الوحيد لتفادي مأساة صحية أكبر.
في سياق متصل، أشارت “اليونيسف” إلى عجزها عن توزيع المساعدات الإنسانية، معتبرة أن وقت الهدنة الحالي غير كافٍ لتلبية الاحتياجات، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار لتسهيل وصول المساعدات، وحثت على تقديم الدعم للمدنيين الأكثر تضرراً.
بدوره، المكتب الإعلامي في غزة حذر من كارثة بحق مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، جراء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال الوقود، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال الوقود إلى المستشفيات والمراكز الطبية وإلى طواقم الدفاع المدني والإغاثة والطوارئ، قائلاً: “إن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى مليون لتر من الوقود حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال، ونحذر في ظل عدم دخول الوقود، من أن كارثة إنسانية وصحية ستضرب القطاع، إذ إن جميع المرافق متوقفة تماماً، وهذا يستدعي من الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر، الضغط على الاحتلال من أجل إدخال الوقود إلى المستشفيات والمراكز الطبية وإلى طواقم الدفاع المدني والإغاثة والطوارئ، أما مواصلة الاحتلال منع إدخال الوقود فتعني الحكم بالإعدام على مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد”.
وشدد المكتب على ضرورة إدخال المعدات والآليات لصالح الدفاع المدني وطواقم الإغاثة والطوارئ، لتتمكن من انتشال مئات جثامين الشهداء التي ما زالت تحت الأنقاض، ولرفع ركام مئات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات التي دمرها العدوان، داعياً دول العالم إلى وضع خطة إنقاذ عاجلة من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة لإيواء ما يزيد على 250 ألف أسرةً هدم الاحتلال منازلها بشكل كلي أو جزئي.
من جهة ثانية، انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوعون في قطاع غزة، 160 شهيداً من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي إلى ما يزيد على 15 ألف شهيداً، بينهم ما يزيد على 6150 طفلاً و4 آلاف امرأة، مع الإشارة إلى أن طواقم الإنقاذ تعتمد حتى الآن طرق يدوية وبدائية في انتشال جثامين الشهداء، في ظل عدم توفر آليات ومعدات لرفع الأنقاض.
وبحسب المعطيات غير النهائية، فإن نحو 6500 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم ما زال مجهولاً، بينهم ما يزيد على 4700 طفل وامرأة.