يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المدنيين في كل مناطق قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء مزيدٍ من الشهداء.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 130 فلسطينياً في الساعات الـ 24 الماضية في وسط القطاع وحده.
وارتكب الاحتلال شمالي القطاع، مجزرة في تل الزعتر في مخيم جباليا، وقصف 4 مدارس تؤوي نازحين، كما تعمد حرق المنازل والمحال التجارية في مشروع بيت لاهيا بعدما اعتقل سكانها وأصحابها، بحسب “الميادين”.
بدورها، أوضحت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، أن قطاع غزة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، قائلة:” وفقاً للتقارير فإنه يستشهد ويصاب العشرات من الأطفال يومياً، وإنّ أحياءً بأكملها -حيث كان الأطفال يلعبون ويذهبون إلى المدارس فيها- قد تحوّلت إلى أكوام من الأنقاض بلا حياة”.
وأشارت إلى أنّ اليونيسف والجهات الإنسانية الأخرى تدقّ ناقوس الخطر منذ أسابيع، مضيفة: “فريقنا الموجود على الأرض التقى أطفال فقدوا أطرافهم ومصابين بحروق من الدرجة الثالثة، وأطفال أصيبوا بالصدمة بسبب العنف المستمر الذي يحيط بهم”.
وتابعت: “لقد أُجبر نحو مليون طفل للنزوح قسراً من منازلهم، ويتم دفعهم الآن أكثر فأكثر إلى جنوبي القطاع حيث المناطق صغيرة ومكتظة من دون ماء أو طعام أو حماية، ما يعرّضهم بشكل متزايد لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة بالمياه، فيما تتعرّض حياتهم لمزيد من التهديد بسبب الجفاف وسوء التغذية والمرض”، لافتة إلى أن النظام الإنساني المعيشي ينهار، ولا سيما في ظل الضغط الشديد الناجم عن التدابير المفروضة بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
وشدّدت مديرة “اليونيسف” على أنّ وقف إطلاق النار الإنساني الفوري والدائم هو السبيل الوحيد لإنهاء قتل وجرح الأطفال، والطريقة الوحيدة لحماية المدنيين، والطريقة الوحيدة أيضاً لتمكين إيصال المساعدات المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها بشكل عاجل.
من جهة ثانية، وصل عدد الجنود الإسرائيليين الجرحى إلى 5000، منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن قسم “إعادة التأهيل” الإسرائيلي يستقبل يومياً 60 جريحاً جديداً من عناصر قوات الأمن والاحتياط، بينما لا تشمل هذه الإحصائية الجرحى في قوات “الجيش” النظامية”، مضيفة أن ما يزيد على 2000 جندي صنّفوا معوّقين.
بدورها، رئيسة قسم “إعادة التأهيل” في وزارة “أمن” الاحتلال، ليمور لوريا، ذكرت تفاصيل الإصابات التي يعانيها الجنود الإسرائيليون، مبيّنةً أنّ 58% منهم يواجهون إصابات في اليدين والرجلين، بما في ذلك تلك التي تتطلّب بتراً، و12% من الإصابات أتت في الأعضاء الداخلية، مثل الطحال والكلى، فضلاً عن إصابات في الرأس والعينين، لافتة إلى أن نحو 7% من الجنود يعانون إصابات نفسية، وهو رقم سيقفز بجنون، وبتنا نخاف من موجة “اضطراب ما بعد الصدمة” قد تجتاح “إسرائيل” في غضون سنة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الشهداء في غزة ارتفع إلى 17490 بينهم 7870 طفلاً و6121 امرأةً، وفقاً لآخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.