حازت زيارة الرئيس اللبناني السابق ميشيل عون إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد في 6 حزيران الفائت اهتمام القوى السياسية اللبنانية والدبلوماسية العربية والأجنبية في لبنان.
وعلى الرغم من أن قناة “الميادين” نقلت عن مصادرها حينها، أنّ “ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني ليس في جدول لقاء عون والرئيس الأسد”، فإنّ صحيفة “الأخبار” اللبنانية كشفت أمس تفاصيل جديدة عن اللقاء”، مشيرةً إلى أنّ “الجانب السوري وضع “تيار المردة” و “حزب الله” في صورة لقاء الرئيس الأسد مع الرئيس اللبناني السابق”.
وذكرت الصحيفة، إنّ “عون شرح للرئيس الأسد الأسباب التي دفعت “التيار الوطني الحرّ” إلى رفض دعم رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، والاتفاق مع “الكتائب” و”القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” وبعض التغييريين على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور”.
كما شرح عون أسباب الخلاف مع “حزب الله” والواقع الحالي للعلاقة بين الطرفين، مروراً بما حدث خلال 17 تشرين ومواقف الفرقاء اللبنانيين، والعلاقة المتوتّرة مع الرئيس نبيه بري”، وأضافت الصحيفة، أنّ “عون لمّح إلى أن هدف التقاطع مع القوات والكتائب والاشتراكي والتغييريين، ليس إيصال أزعور إلى الرئاسة، إنّما قطع الطريق على فرنجية، بهدف التوافق لاحقاً على مرشح ثالث، مؤكداً أنه لا يعتقد أن أزعور سيصبح رئيساً للجمهورية”.
موقف الرئيس الأسد
بعدما استمع الرئيس الأسد إلى عون، كرّر موقفه من أن دمشق لا تريد التدخّل في الانتخابات الرئاسية في لبنان وإنها تفضّل أن يحصل حوار لبناني- لبناني للاتفاق على الرئيس لكي يحصل استقرار في لبنان بدلاً من الدخول في صراعات داخلية، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “الرئيس الأسد نصح عون بضرورة الحوار مع “حزب الله” وعدم قطع العلاقة مع الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله”، مشيراً إلى أن “سليمان فرنجية صديق لسوريا، كما أنه شخصية موثوقة”، معبّراً عن “استغرابه من الاتفاق بين “التيار الوطني الحرّ” وجهات لبنانية أخرى تخاصم التيار وحلفاءه”، ووضع عون في الأجواء الإقليمية وتطور العلاقات السورية- السعودية”.
واستقبل الرئيس بشار الأسد قبل أيام قليلة، الرئيس اللبناني السابق ميشيل عون في العاصمة دمشق، في أول زيارة له إلى سوريا منذ 14 عاماً.
وجاء في بيان “الرئاسة السورية” الذي نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، تأكيد الرئيس الأسد في اللقاء، على أنه “لا يمكن لسوريا ولبنان النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما”، لافتاً إلى أن “التقارب العربي- العربي الذي حصل مؤخراً وظهر في قمة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي في سوريا ولبنان”.
ورأى الرئيس الأسد أنّ “قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأن اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات”، مشيراً إلى أنّ “استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً”.
وكان رئيس “تيار المردة” والمرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية اللبنانية سليمان فرنجية كشف في 27 نيسان الفائت، أن لقاءاته لم تنقطع يوماً مع الرئيس بشار الأسد، وكان آخرها منذ أسبوعين، لافتاً إلى أنه تربطه مع الرئيس الأسد علاقة صداقة تاريخية.
وقال فرنجية في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “الجديد” اللبنانية، إنّ ”الرئيس الأسد أصبح بعيداً عن التفاصيل اليومية للبنان، وحديثي معه عائلي وفي المناخ اللبناني العام”، موضحاً أنه “لا يذهب إلى لقاء الرئيس الأسد سراً بل زياراته موثّقة عند الحدود وسيستمر في ذلك”.
يُشار إلى أن لبنان يعاني من فراغ رئاسي منذ نحو سبعة أشهر، بعد انتهاء مدة ولاية الرئيس السابق ميشيل عون، في وقتٍ ترفع فيه الأحزاب اللبنانية المنقسمة بين فريقي 8 آذار و14 آذار سقف مواقفها المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى وجود انقسامات داخل فريق 8 آذار بين “التيار الوطني” و”تيار المردة”.
أثر برس