رضا زيدان|| خاص أثر
أحدثت مقابلة الرئيس المستقيل سعد الحريري أمس، صدمة كبيرة في صفوف اللبنانيين، فبعد جدلٍ محليٍ ودولي كبير أطل الحريري على شاشة المستقبل لتحاوره الإعلامية بولا يعقوبيان التي طرحت كل أسئلة الشارع اللبناني والعربي، لكن الرئيس المستقيل كان مُرتبكاً في هذه المقابلة وقال كلاماً غير مُقتنع بمضامينه وتداعيّاته، ولهذا لم يكن مُقنعاً للجمهور اللبناني ولكثير من العرب الذين تابعوه.
كلام الحريري حول إقامته الجبرية في السعودية جاء معاكساً لمظهره، حيث ظهرت آثار التعب والقلق على وجهه وصوته، مما يؤكد نظريّة إقامته الجبرية في السعودية.
المقابلة التي أحيطت بإطار من السرية والسرعة في الموعد والترتيبات، وعدم وضوح ما إن كانت ستبث بشكل مباشر أم أنها مسجلة تؤكد أن شيئاً غامضاً كان يخطط، فوجود رجل في خلفيّة “الكادر” يرفع ورقةً للحريري، فيشيح رئيس الحكومة بنظره عن الشاشة، زادت شكوك المتابعين بأن إحاطة الأمن السعودي للحريري في خطواته أكثر من حقيقة.
ويمكن القول من خلاصة المقابلة إن من خطّط لهذه الاستقالة، منتظراً مفاعيل مختلفة عن تلك التي ظهرت على الساحة اللبنانية، اضطّر تحت وطأة الفشل إلى أن يخفض من سقف مواقفه، وهو ما ظهر على لسان الحريري أمس، فأهداف الاستقالة لم تتحقق لأسباب عدّة:
أولاً: من خطط لهذه الاستقالة كان يهدف إلى إشعال الساحة اللبنانية ولاسيما أنها جاءت مع طلب السعوديّة عقد اجتماع طارِىء لوزراء الخارجيّة العرب لبحث التدخّلات الإيرانيّة وإعلان الحرب على حزب الله.
ثانياً: الرئيس عون قام بنقل المعركة إلى المحافل الدوليّة والدبلوماسية، ما سبب حرجاً كبيراً للسعوديين.
ثالثاً: كان معولاً على حزب الله أن يقوم بخطوات تصعيدية في لبنان لكن ظهر أمينه العام السيد نصر الله في إطلالتين متتاليتين بكثيرٍ من الهدوء والتروّي والاحتضان لعائلة الحريري و”تيار المستقبل”، رامياً الكرة في ملعب التصعيديين.
رابعاً: ظهر جلياً ضعف الفريق السعودي الذي أعدّ للاستقالة حيث عجز عن تحريك الشارع اللبناني، وظهر هذا الأمر من خلال القنوات التلفزيونية اللبنانية التي نقلت أجواء مظاهرة “حزب الوطنيين الأحرار”، الذين لا يعلمون لماذا جاؤوا للتظاهر.
الحريري اليوم في موقف لا يحسد عليه فإن عاد إلى لبنان وكرر ما قاله في بيان الاستقالة فإنه يوصف بأنه قائد مشروع فتنوي لإشعال الساحة اللبنانية، وإذا قال عكسه ولم يهاجم حزب الله فإن هذا يعني قطع علاقته مع السعودية وربما تؤدي هذا لاغتياله، يومان أو ثلاثة فقط تفصلنا عن قدوم الحريري إلى لبنان كما أعلن في مقابلته، فهل سينقلب الحريري على السعودية ويعلن ولائه للبنان؟ أم أنه سينتقل إلى باريس كحلٍّ وَسط؟