خاص|| أثر برس كثّف الكيان الإسرائيلي في شهر تشرين الأول الجاري اعتداءاته الجوية المتكررة على الأراضي السورية للمرة الثانية هذا العام، إذ وصل أعلى مستوى لها في آذار الماضي، وذلك بنحو 5 اعتداءات ومثّلت نسبتها 20% من إجمالي الاعتداءات، بينما جاء شهر تشرين الأول بالمرتبة الثانية بنحو 4 اعتداءات نسبتها 16% منها والبالغة 25 اعتداءً منذ بداية العام 2023 والتي تركز 40 في المائة منها على المطارات المدنية في دمشق وحلب.
ما يزيد على ثلث الاعتداءات تركزت على المطارات المدنية:
تركزت الاعتداءات الإسرائيلية هذا العام، على مناطق عدّة من الجغرافيا السورية، إء بلغ عدد المواقع التي تم استهدافها نحو (21 موقعاً)، منها ما تعرض لاعتداءات متكررة ما يزيد على 3 مرات كمطار دمشق، ومطار حلب الذي تعرض لـ7 اعتداءات.
كانت محافظة دمشق وريفها أكثر المناطق تضرراً، إذ شن الكيان 12 اعتداءً عليها، وجهت ثلاثة منها لمطار دمشق الدولي، بينما توزعت الاعتداءات المتبقية على 9 مواقع أخرى في المدينة وريفها منها مواقع عسكرية وأخرى مناطق مدنية مأهولة.
وتركزت الاعتداءات في محافظة حلب بالمرتبة الثانية، وخاصة مطار حلب الدولي الذي استُهدف بنحو 7 مرات، أربعة منها متفرقة وثلاثة متكررة. أولها وقع بتاريخ 7 آذار بعد نحو شهر من الزلزال الذي ضرب البلاد بتاريخ 6 شباط الفائت، والثاني بتاريخ 22 آذار، والثالث في 1 أيار، والرابع في 28 آب، و “الخامس والسادس والسابع” حدثت بتاريخ (12 و15 و22) من الشهر الجاري حدوثاً متتالياً. وجاءت هذه الاعتداءات المتكررة على المطار على خلفية معركة “طوفان الأقصى” التي بدأتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال بتاريخ 7 تشرين الأول الجاري والتي ما زالت مستمرة.
ووقعت محافظة حمص وريفها بالمرتبة الثالثة، إذ شن الاحتلال الإسرائيلي عليها ثلاثة اعتداءات، أولها كان بتاريخ 2 نيسان، والثاني بتاريخ 29 نيسان، والثالث بتاريخ 2 تموز، بينما جاءت محافظات طرطوس وحماة والمنطقة الجنوبية بالمرتبة الرابعة بمعدل اعتداءين لكل منها، أمّا محافظة دير الزور فقد تعرضت لاعتداء مرة واحدة في 3 تشرين الأول الجاري.
بتحديد المواقع التي تم استهدافها في الأراضي السورية، يتبيّن أن مطاري دمشق وحلب الدوليين كانا الأكثر استهدافاً، إذ حدثت 10 اعتداءات عليها من إجمالي الاعتداءات الحاصلة والبالغة 25 اعتداءً وهو ما يمثل نسبته 40% من إجمالي الاعتداءات الحاصلة هذا العام.
ويتضح بتحديد التوقيت الزمني للاعتداءات، أنّ غالبيتها كانت تحصل ما بين الساعة (11:30 ليلاً – 2.30 صباحاً)، بينما حصلت 5 اعتداءات بعد الساعة الثالثة فجراً و7 صباحاً، بينما حدث اعتداء على أحدهما الساعة الخامسة مساءً وآخر قرابة الساعة 2 ظهراً طال مطاري حلب ودمشق الدوليين.
أدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى وفاة 16 شهيداً ما بين مدنيين وعسكريين أعلنوا رسمياً بحسب الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع في سوريا، في حين أصيب ما يزيد على 40 شخصاً آخرين، إضافة إلى ذلك، كانت الاعتداءات قد أسفرت عن خسائر وأضرار مادية في كل مرة تحدث فيها، ناهيك عن الخسائر غير المباشرة التي تنجم عن الاعتداءات لبعض المواقع الحساسة كالمطارات وغيرها.
أبرز الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 2003 حتى عام 2022
لا تُعد اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية جديدة، وإنما تعود إلى عام 2003، ويبرر الكيان الإسرائيلي اعتداءاته بوجود مراكز تدريب للمقاومة الفلسطينية في سوريا، وأخرى أنها استهدفت وجود القوات الإيرانية وكذلك شحنات أسلحة متجهة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان عبر الأراضي السورية.
وفي الألفية الجديدة، حدث أول اعتداء إسرائيلي على الأراضي السورية في تشرين الأول عام 2003، واعتدت حينها طائرات “إسرائيلية” على موقع تدريب في منطقة عين الصاحب قرب دمشق، مدعية أنه لفصائل المقاومة الفلسطينية. أمّا الاعتداء الثاني حدث في حزيران عام 2006 عندما حلّقت طائرات الاحتلال فوق الأجواء السورية على خلفية أسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” بالقرب من غزة، وأيلول عام 2007 اعتدى الطيران الإسرائيلي على موق في محافظة دير الزور مدعية أنه يُستخدم “مفاعلاً نووياً سرياً” هناك.
ومع اندلاع الحرب السورية في آذار 2011 زاد الكيان الإسرائيلي من اعتداءاته، وكان أول اعتداء في تشرين الثاني عام 2012 عندما أطلق جيش الاحتلال قذائف دبابات على الأراضي السورية. وعام 2013 اعتدى الكيان ثلاثة مرات على الأراضي السورية؛ أولها كان في 5 أيار مستهدفاً مركز البحوث العلمية في “جمرايا” بريف دمشق. والثاني بتاريخ 21 أيار، والثالث بتاريخ 13 تموز.
في 23 حزيران عام 2014 استشهد عدد من الجنود السوريين نتيجة اعتداء إسرائيلي على هضبة الجولان السوري، وأفادت أنباء أخرى بوقوع اعتداء أيضاً بتاريخ 5 أيلول من العام نفسه على مواقع عسكرية في المنطقة الجنوبية. وفي 18 كانون الأول عام 2014، شن الاحتلال اعتداء على الأراضي السورية بذريعة وجود عناصر من المقاومة الإسلامية.
وتكررت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية في عام 2015 لمرات عدّة، إذ أفادت تقارير إعلامية آنذاك بوقوع غارات إسرائيلية على ريف مدينة القنيطرة. وكان الاستهداف الثاني في 20 كانون الأول عام 2015 عندما أعلن حزب الله استشهاد القيادي سمير القنطار باعتداء إسرائيلي استهدف مبنى في مدينة جرمانا جنوب شرقي دمشق، إضافة إلى استشهاد عدد من المدنيين.
في 9 شباط عام 2016 اعتدت طائرات إسرائيلية على مواقع قرب مدينة القطيفة بريف دمشق. وفي أيلول من العام نفسه اعتدت “إسرائيل” على الأراضي السورية مرات متتالية وذلك رداً على إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة من دون طيار استهدفت مواقع في الأراضي السورية آنذاك. وكان الاعتداء الأخير من عام 2016 بتاريخ 30 تشرين الثاني عندما استهدفت طائرة إسرائيلية موقعاً عسكرياً بالقرب من دمشق.
في 13 كانون الثاني 2017 استهدفت طائرات إسرائيلية محيط مطار المزة، وكررت هذا الاعتداء بتاريخ 13 شباط من العام نفسه، وبعد عشرة أيام اعتدت طائرات الاحتلال على مواقع عسكرية في مدينة القطيفة. وفي 17 آذار نفّت طائرات الاحتلال اعتداءات على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، إذ تمكنت حينها وسائط الدفاع الجوي السوري من إصابة طائرة إسرائيلية دخلت الأجواء السورية.
في 8 أيلول عام 2017 استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي من الأجواء اللبنانية موقعاً عسكرياً في مدينة مصياف بريف حماة. ثم حدث اعتداء آخر في كانون الأول عام 2017 على مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي.
في 9 كانون الثاني عام 2018 استهدفت طائرات الكيان الصهيوني مواقع عسكرية في ريف دمشق والقطيفة للمرة الثالثة. وفي 10 شباط من العام نفسه، شن الكيان غارات جديدة استهدفت مواقع بريف دمشق عقب إسقاط الجيش السوري مقاتلة إسرائيلية دخلت الأجواء السورية من طراز “F16”.
في 29 نيسان 2018 اعتدت طائرات إسرائيلية على مواقع عسكرية سورية، ثم تكررت الاعتداءات في 8 أيار من العام نفسه على منطقة الكسوة بريف دمشق، ثم بعد يومين تم استهداف مركز البحوث العلمية في “جمرايا”.
في 21 كانون الثاني عام 2019 اعتدت طائرات إسرائيلية على مواقع عسكرية في محيط مطار دمشق الدولي، ثم استهدفت الغارات في 27 آذار المدينة الصناعية في ريف حلب، وبعدها شن الكيان الإسرائيلي غارات جوية على منطقة الكسوة بريف دمشق، وفي شهر حزيران من العام نفسه، اعتدت طائرات الاحتلال 3 مرات متتالية على مناطق عدّة بالقرب من دمشق وحمص والقنيطرة، وفي شهري تموز وآب من العام نفسه، شنت طائرات الاحتلال غارات جوية على مناطق في القنيطرة ودرعا وجنوب دمشق استهدفت مواقع مدنية وعسكرية.
وتيرة الاعتداءات ارتفعت بعد عام 2019:
منذ عام 2020 كثف كيان الاحتلال اعتداءاته على الأراضي السورية، وبلغت 24 اعتداءً في عام 2020. وبدأت في شهر كانون الثاني يومي 9 و14 منه، إذ استهدفت منطقة البوكمال بريف دير الزور، ومطار (T4) العسكري بريف حمص، ثم نفّذ ثلاثة اعتداءات في 6، و13، و23 من شهر شباط، استهدفت مناطق مدنية ومواقع عسكرية في محافظتي ريف دمشق ودرعا.
كما نُفذ اعتداءان في 4 و31 من شهر آذار، وجها لمطاري الضبعة والشعيرات، وكذلك مواقع في ريف القنيطرة وريف دمشق ودرعا. وفي شهر نيسان نُفذت ثلاثة اعتداءات في أيام 15، و21، و27 منه استهدفت مناطق عدّة في ريف دمشق وريف حمص الشرقي، وفي 4 أيار، نُفذ استهداف لمنطقة معامل الدفاع في ريف حلب الشرقي، وكذلك مواقع أخرى في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وفي 4، 23، و28 من شهر حزيران نُفذت ثلاثة اعتداءات استهدفت مواقع مدنية وعسكرية، ثم نُفذت ثلاثة أخرى في 10، و19، و21 من شهر تموز، وفي شهر آب نُفذ اعتداءان في يومي 3 و31 آب، وفي 3، 11، 14 أيلول نُفذت ثلاثة اعتداءات، واثنان آخران في شهر تشرين الثاني جميعها استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في حلب ودير الزور وريف دمشق الجنوبي.
أمّا عام 2021 نُفذ 21 اعتداءً، وعام 2022 بلغ عدد الاعتداءات نحو 29 جرى استهداف ما يقرب من 42 منطقة أو موقع، منها ما تكرر الاعتداء عليه مرات عدة.
قصي المحمد