نشرت وزارة الداخلية تفاصيل إلقاء القبض على منفذي الحرائق في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص والبالغ عددهم (39).
وبثت الوزارة عبر حساباتها الرسمية تسجيلاً مصوراً قدم خلاله رئيس فرع الأمن الجنائي في اللاذقية عدنان اليوسف شرحاً لما قام به الفرع منذ اندلاع الحرائق، والقبض على 3 من المشتبه فيهم ومصادرة دراجات نارية وعبوات بلاستيكية، وأنهم “اعترفوا بأنهم أضرموا النار في الأراضي الزراعية بتوجيه وتخطيط من آخرين”.
وأوضح اليوسف أن التحقيق مع هؤلاء قاد إلى آخرين “بلغ عددهم 39 شخصا ما بين ممولين ومنفذين ومخططين” مؤكداً أن هؤلاء “كانوا يتلقون الأموال من جهات خارجية”.
وأشار إلى أنه وبالتحقيق مع المنفذين اعترفوا بإقدامهم على إضرام النار في عدة مواقع في المحافظات الثلاث: اللاذقية، طرطوس، حمص، كما اعترفوا بأنهم كانوا يعقدون اجتماعات للتخطيط “لافتعال الحرائق في الجبال الساحلية حيث بدأ التخطيط في نهاية أغسطس (آب) من هذا العام وبدأ التنفيذ في نهاية آب وحتى العاشر من تشرين الأول، بشكل متقطع”.
وقال اليوسف إن المخططين كانوا يحددون للمنفذين أماكن الحرائق بدقة مقابل مبالغ مالية، كما يحددون مكان وزمان الحريق، موضحاً أن المجموعة المنفذة “كانت تذهب بدراجة نارية وعبوات بلاستيكية تحوي مادة البنزين حيث تضرم النار في الأشجار والأعشاب”.
كما نشرت الوزارة، إفادات بعض الأهالي الذين أكدوا أنهم شاهدوا مفتعلي الحرائق ومكان اندلاع أول شعلة، واصفين لحظات عايشوها عندما اقترب الحريق من منازلهم.
وفي اعترافات أحد مفتعلي الحرائق بين اللاذقية وطرطوس، يقول: “أبو زهير (متواري عن الأنظار) شجعنا لافتعال الحرائق لأنه ليس لدينا ما نخسره وليس لدينا أراضي ولا زيتون وأعطانا مليونين لكل شخص”.
وأكد مفتعل آخر في اعترافاته أنهم قاموا بالتخطيط لافتعال الحرائق وتقاسم المناطق وفق قطاعات لإشعال النيران فيها، وتم تأمين بنزين.
ووفق ما ورد في التحقيقات أيضاً، تم اختيار المنفذين بناء على سمات مشتركة بينهم وهي خبرتهم بصيد القنافذ ومعرفتهم المناطق والقرى والطرق المؤدية لها.
أحد مفتعلي الحرائق في ريف اللاذقية قال إنهم تلقوا مقابل كل حريق مبلغ 250 ألف ليرة سورية، فيما ذكر آخر أنه تقاضى 200 ألف.
وتفاعل السوريون مع الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية مطالبين بالقصاص ومعاقبة المفتعلين لما تسببوا به من خسائر بشرية ومادية كبيرة في تلك المحافظات خصوصاً وسورية عموماً.
وكانت اللاذقية وطرطوس وحمص شهدت حرائق ضخمة غير مسبوقة وبشكل متزامن، التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية، ونجم عنها خسائر كبيرة.