خاص|| أثر برس كشفت مصادر مقرّبة من إدارة مخيم الهول لـ”أثر برس” أن 250 عائلة عراقية تم إبلاغها بأنه سيتم نقلهم إلى بلادها، ضمن الدفعة التي تعد الأكبر من نوعها منذ أن بدأت الحكومة العراقية باستعادة مواطنيها قبل عامين.
وأفادت المصادر بأن 150 عائلة تم إبلاغها قبل شهر من الآن بالموافقة على خروجها، وبعد إقامتها لمدة أسبوع في جناح الاستقبال أُعيدت إلى داخل المخيم من قبل “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” من دون توضيح الأسباب، والآن تم إبلاغ هذه العائلات مجدداً بقرار إخراجها من المخيم بالإضافة إلى 100 عائلة آخرى، لنقلهم خلال أيام من المخيم إلى العراق.
وأكدت المصادر أن الحكومة العراقية تحاول من خلال التنسيق مع “التحالف الدولي”، إجلاء كامل مواطنيها من الأراضي السورية التي تسيطر عليها “قسد”، خاصة من مخيم الهول الواقع بريف الحسكة الشرقي والذي يعد من أكثر التجمعات السكانية خطورة في سوريا بسبب وجود نسبة كبيرة من عائلات مسلحي تنظيم “داعش” فيه.
ووفق المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” فإن وفداً عراقياً دخل إلى المخيم قبل أيام لتنسيق عملية إخراج الدفعة الجديدة، وتم التوافق مع “التحالف” على أن تكون الدفعة بهذا التعداد لتسير عملية الإجلاء كما هو مخطط لها، وتعويض الوقت الذي هدر بسبب عراقيل سبق أن فرضتها “قسد” من دون أن توضح الأسباب.
وخرجت آخر دفعة من العراقيين من مخيم الهول في 9 آذار 2024، بعد أن بقيت نحو 15 يوماً مقيمة في “جناح الاستقبال”، قبل أن تسمح “قسد”، بدخول الحافلات العراقية من معبر اليعربية بريف الحسكة الشرقي، ونقل العائلات إلى “مخيم الجدعة” جنوبي مدينة نينوى العراقية، إذ تم حينها إخضاعهم لبرامج إعادة تأهيل مجتمعي قبل أن تتم إعادة دمجهم بمناطقهم الأصلية.
ويقطن في مخيم الهول حالياً 27 ألف عراقي، ويشكلون أكثر من 50% من مجموع قاطني المخيم البالغ 51 ألفاً حالياً، وكان تعداد العراقيين داخل الهول قد وصل إلى أكثر من 34 ألفاً عقب تطبيق اتفاق “باغوز فوقاني”، في آذار من العام 2019، بعد خروج تنظيم “داعش” من البلدات الواقعة قرب الحدود المشتركة مع العراق، إذ وصل تعداد قاطني المخيم آنذاك إلى 73 ألفاً، وانخفض فيما بعد بفعل ثلاث خطوات، الأولى: استعادة الحكومة العراقية 2074 عائلة، وبمجموع 8156 شخصاً، والثانية: نقلت “قسد” ما مجموعه 7000 أجنبي من الجناح المخصص لهم في مخيم الهول نحو مخيم تل أسود المعروف باسم “مخيم روج آفا”، بهدف تخفيف الضغط، والخطوة الثالثة: سمحت “قسد” لما يقارب 7500 سوري بالعودة إلى المناطق التي ينحدرون منها ضمن محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب، بينما توقّف خروج السوريين منذ ما يزيد على العام ونصف.
ووفق البيانات الرسمية العراقية فإن بغداد تنقل العائدين من سوريا إلى “مخيم الجدعة”، الواقع جنوبي محافظة نينوى، إذ يخضعون لبرامج إعادة تأهيل مجتمعي قبل إعادة توطينهم في مناطقهم الأصلية، وتشير الأرقام العراقية الرسمية إلى عودة 1230 مواطناً عراقياً إلى مسقط رأسهم بعد إتمامهم برامج التأهيل المجتمعي.
الحسكة