خاص || أثر برس يبدو ظاهرياً أن قلة الاستحمام في المنزل نتيجة ندرة الكهرباء والمازوت ستزيد الإقبال على الاستحمام في حمامات السوق، إلا أن المشهد في حماة يبدو غير ذلك.
مواطنون تحدثوا لـ”أثر برس” عن ندرة الاستحمام في منازلهم نظراً لأن الأمر يحتاج عدة ليتراً من المازوت الحر، منهم أحمد وقاف الذي أشار إلى دفع 90 ألف ليرة سورية ثمن 10 ليترات من المازوت ليستحم هو وأربعة من أفراد أسرته.
وفي حين كشف البعض الآخر أنه يضع في مدفأة الحمام لتشغيلها نايلون وبقايا أحذية ونشارة كرتون، ذكر مواطنون آخرون أنهم يستحمون باختصار شديد بملء (طنجرة) بالماء وتسخينها وإضافتها إلى مياه الحمام الفاترة.
حمامات السوق في طريق الاندثار:
أكد أحد أصحاب حمامات السوق في مدينة حماة لـ “أثر برس” أن عدد الزبائن في تراجع كبير، حيث أجرة الحمام تتراوح بين 20 – 40 ألف ليرة سورية، وهي لا تناسب دخل غالبية الناس، لكن بالمقابل لا يمكن لصاحب الحمام أن يقلل الأجرة، فهو يشتري ليتر المازوت والبنزين الحر بـ 10 آلافـ ويكلفه تشغيل الحمام نحو 150 ألف ليرة، لذلك لا يمكن تشغيل حمامه بهذه التكلفة إلا بمجموعات من الزبائن عددهم 10 على الأقل.
وهنا تساءل أصحاب الحمامات: هل يمكن خسارة أكثر من 100 ألف من أجل زبون واحد أو اثنين أو ثلاثة؟، علماً أن هناك أيضاً أجور لعمال الحمام.
وبين أسعد الشامي (صاحب حمام الأسعدية الأثري الذي عمره نحو 400 سنة) بحديث مع “أثر” أنه راجع المحافظة والسياحة لتخصيص حمامه بالمازوت الحكومي فاشترطوا أن يكون لديه سجل تجاري وصناعي.
بدوره نوه أبو أحمد (صاحب حمام الحلق الذي يمتد عمره إلى 800 سنة) إلى أن عدد الزبائن في تراجع كبير لا يتجاوز العشرة في يوم الخميس والذي يعتبر الأكثر عملاً، موضحاً أن تلك المهنة مع عمالها في طريقها إلى الانقراض إذا لم يتم دعمها بالمحروقات ليعود لها ألقها.
الجدير بالذكر أن حماة كانت تمتلك 5 حمامات توقف اثنان منهما عن العمل وهما (حمام العثمانية توقف منذ عام، وحمام العبيسي متوقف منذ ثلاث سنوات)، ولم يبق إلا 3 حمامات في سوق العمل في المرابط وسوق الطويل وهي (حمام الشواف وحمام الأسعدية وحمام الحلق) والتي تراجع الإقبال عليها جميعها، فيما كانت الحمامات سابقاً مكاناً للاستحمام وحفلات الزواج والخطوبة وجلسات الأصدقاء والسهر.
أيمن الفاعل – حماة