أثر برس

4 ملايين مواطن سوري على الأقل يعانون من “اضطرابات نفسية”!

by Athr Press

الشعور بـ “الإحباط، التوتر، فقدان الأمان، القلق والخوف”، قاسم مشترك بين أغلب السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمناطقية، ولاسيما في ظل المعارك والحروب التي تُعكر صفو البلاد منذ نحو 7 سنين.

“اضطرابات نفسية”، هو المصطلح الأنسب لتوصيف الحالة التي يمر بها السوريون، مع الإشارة إلى أن هذه الحالة عادة ما تكون نتيجة منطقية تَنجمُ عن الأزمات.

وحسب تقرير نشرته جريدة “الأخبار”، فإن عدد الأطباء النفسيين في سوريا “قليل” مقارنة مع الازدياد الحاصل في نسبة الأمراض والاضطرابات النفسية، الأمر الذي دفع الجهات المختصة إلى تدريب غير المختصين على تقديم الخدمات الطبية النفسية، لتقدم في العام الفائت 200 ألف خدمة من هذا النوع، بنسبة لا تتجاوز 20% مما يجب تقديمه.

مليون مواطن سوري على الأقل يعاني من اضطرابات نفسية شديدة، و3 ملايين آخرين يعانون من اضطرابات متوسطة الشدة، بحسب ما قاله مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة، الدكتور رمضان محفوري، خلال مقابلته مع “الأخبار”.

وأضاف محفوري قائلاً: “بما أن سوريا تتعرض لأكثر الأزمات شدة وتعقيداً، من الممكن القول إن المجتمع السوري كله مصاب باضطرابات نفسية خفيفة وبحاجة إلى إسعاف ودعم نفسي”.

وحول أكثر الأمراض النفسية المنتشرة، قال محفوري: “إن مرض الاكتئاب تصدر المركز الأول بين الأمراض، تليه الاضطرابات الذهانية أي “الفصام وأشباهه”، وهي من الأمراض التي تزداد في حالات الأزمات، ثم الصرع الذي يتفاقم بسبب الهجرة والصعوبات المالية، بالإضافة إلى الاضطرابات الإدمانية والكحولية، واضطرابات كبار السن، وأخيراً اضطراب قليل الحدوث، وهو الانتحار.

ونقلت جريدة “الأخبار” عن مصدر في وزارة الصحة قوله بأن أعداد المرضى النفسيين في المشافي الحكومية الثلاثة الخاصة بالاضطرابات النفسية ازداد بشكل ملحوظ، مبيناً أن عدد المرضى المقيمين في مشفى ابن رشد الكائن في مدينة دمشق ازداد من عام 2014 حتى عام 2017 بنسبة 13 % تقريباً، إذ كان عددهم سابقاً 420 مريضاً، واليوم وصل العدد إلى 476 مريضاً.

أما في مشفى ابن سينا الكائن بريف دمشق، فإن نسبة الزيادة وصلت إلى 41%، فكان العدد سابقاً 365 مريضاً، أما اليوم فإن العدد وصل إلى 514، بينما بلغت نسبة زيادة عدد المرضى المقيمين في مشفى ابن خلدون الكائن في حلب 5.7% تقريباً.

وأشار المصدر إلى أن هذه الاحصائيات لا تمثل الخدمات المقدمة لكل مراجعي المشافي في العيادات الخارجية، وإنما فقط المرضى الذين أقاموا على الأقل ليوم واحد في المشافي المذكورة.

على هامش المعطيات الواردة، يرى بعض السوريين أن “الجنون والاضطراب النفسي” لم يعد بالأمر المخجل، حيث بات غياب دور العقل والتوقف عن التفكير، هو الحل الأنسب لـ “راحة البال والعيش الهانئ”، لربما يصبح هذا الجنون عدوى متنقلة، تُفضي إلى “انفصال تام عن واقع الحرب المرير”.. وفق المثل الشهير “إذا جن ربعك، عقلك ما ينفع”.

 

 

اقرأ أيضاً