نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً يحمل رواية ممرضة في الصليب الأحمر في اليمن، عن اليوم الذي استهدفت به طائرات “التحالف العربي”، والتي تقوده السعودية، حافلة الأطفال اليمنيين.
وجاء في المقال:
قبل أسبوع ، قُتل 40 طفلاً و 11 شخصاً بالغاً في هجوم على حافلة تقل أطفالاً في اليمن، جاؤوا إلى المستشفى في السيارات وسيارات الإسعاف، العشرات من الأطفال الذين يعانون من مجموعة من الجروح المروعة، كان بعضهم يصرخ، وكان بعضهم خائفاً، فيما ذهب العديد منهم مباشرة إلى المشرحة.
وتقول الممرضة “مارتا بلانكو” في اللجنة الطبية للصليب الأحمر العاملة في اليمن: “هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع هذا الكم من المدنيين بعد هجوم استهدفهم، لقد كنت في السابق في العراق وفي الموصل تحديداً، لكن الأمر لم يكن مشابهاً لكل المرات السابقة، هذه المرة كان جميع الضحايا تقريباً من الأطفال”.
وتابعت الممرضة: “اتصل بي أحد الزملاء بينما كنا نتجه إلى المستشفى في الصباح، وأخبرني بأنه كان هناك هجوم وأننا يجب أن نتوقع تدفق المرضى، وعندما قال إن معظمهم كانوا أطفالاً، شعرت بخيبة الأمل تغزو قلبي”.
وتصف الممرضة وصول الجرحى والضحايا إلى المستشفى: “وبسرعة كبيرة ، أصبحت غرفة الطوارئ ممتلئة، وكذلك خيمتي الطوارئ الإضافيتين بالخارج، لا يمكنك تخيل مثل هذا المشهد، لقد انتقلنا إلى خطة الخسائر الضخمة التي تدربنا للعمل بها في حالة الكوارث الكبيرة”.
وأضافت الممرضة: “لقد بذلنا قصارى جهدنا، حتى أن عمال النظافة في المستشفى هبوا للمساعدة، ولكن في مثل هذه الكوارث هذا لا يكفي لإنقاذ هذا العدد الكبير من الضحايا”.
وعن الأطفال الجرحى قالت الممرضة: “جسدياً، سوف يتعافى الأطفال، لكنني قلقة على حالتهم العقلية، العديد منهم في حالة الصدمة، لم يكن لديهم أي فكرة عما حدث لهم، كانوا في الحافلة المدرسية وبعد دقيقة واحدة في المستشفى مكللين بالدماء”.
المصدر: صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.