خاص|| أثر برس دخلت “قسد” المدعومة أمريكياً والمسيطرة على منطقتي منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، في حالة من الاستنفار الكبير، المتمثل بزيادة عدد الدوريات التابعة لها، وتضييق الخناق على الأهالي، إلى جانب عدة خطوات وإجراءات أخرى خاصة بالمسلحين التابعين لهم، خوفاً من التحاقهم بركب التسوية مع الدولة السورية.
ففي ظل الإقبال الكبير على مركز التسـوية الأول الذي كانت أطلقته الدولة السورية في ناحية مسكنة بريف حلب الشرقي، وإعلان افتتاح مركز التسـوية الثاني في مدينة دير حافر يوم أمس الأحد، أصيبت قيادة “قسد” بحالة من التخبط الكبير وخاصة لناحية نزفها عدداً لا بأس به من الأشخاص المسجلين على قيودها، والذين تمكنوا من الفرار والعودة إلى كنف الدولة السورية من بوابة التسوية.
ونقل عددٌ من شيوخ العشائر العربية خلال حديثهم لمراسل “أثر” في مركز التسـوية بدير حافر، معلومات عن الإجراءات التي باتت تتبعها “قسد” مؤخراً ضمن مناطق سيطرتها لمنع حركة الخروج باتجاه مناطق الدولة السورية، مشيرين إلى أنها عملت على زيادة عدد حواجزها العسكرية، وكثفت من نشاط دورياتها على كافة الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى ريف حلب الشرقي الآمن حيث توجد مراكز التسوية.
وتتبع “قسد” إجراءات أكثر صرامة مع العناصر المسجلين كمنتسبين إليها على قيودها، حيث كشف “سعيد الحمد” رئيس بلدية “الأربع الكبير” المتداخلة مع مناطق سيطرة “قسد” بريف منبج، أن الأخيرة منعت منح أي إجازات لعناصرها في الآونة الأخيرة، كما باتت تفرض حراسة ومراقبة مشددة على العناصر الذين تشتبه بوجود نية لديهم للانخراط في التسوية مع الدولة السورية.
وأشار الحمد خلال حديثه لـ “أثر” بأنه ورغم كل تلك العراقيل والصعوبات، إلا أن أعداد الأهالي القادمين من منبج في تزايد مستمر، منوهاً بوصول عدد كبير من الشبان الذين كانوا مسجلين على قيود “قسد” إلى مركز التسوية في دير حافر يوم أمس، حيث تمكن أولئك الشبان من تجاوز كل الصعوبات والإفلات من قبضة “قسد” والوصول إلى المركز، حيث تتم تسوية أوضاعهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية في قراهم وبلداتهم.
وقال أحد الشبان الذين كانوا مسجلين على قيود “قسد” في منبج، خلال حديثه لمراسل “أثر” في مركز دير حافر، أنه كان مضطراً في وقت سابق إلى التسجيل والانتساب لصفوف “قسد”، للحصول على مردود مادي يستعين به على معيشته هناك، في ظل عدم استطاعته العودة إلى قريته الواقعة ضمن مناطق الدولة السورية سابقاً، لوجود وضع أمني متعلقٍ به، مشيراً إلى أنه ومنذ إعلان افتتاح مركز التسـوية في مسكنة، حاول القدوم وتسوية وضعه لمرات عدة، قبل أن ينجح في محاولته الأخيرة ويتمكن من الوصول إلى مركز دير حافر، حيث تم حل وضعه بشكل كامل وعاد إلى حياته الطبيعية.
وماثلت إجراءات التسـوية في مركز دير حافر، الإجراءات المتبعة في مركز مسكنة، لناحية الإجراءات المبسطة والسهلة التي يتبعها القائمون على المركزين في استقبال الواصلين وتسوية أوضاعهم بشكل سريع لا يتجاوز بضعة دقائق لكل شخص.
وبيّن الدكتور كميت عاصي الشيخ عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب والمشرف على أعمال تجهيز وإعداد مركزي التسوية لـ “أثر”، بأن عدد المواطنين الذين تمت تسوية أوضاعهم في مركز ناحية مسكنة قارب الـ /4000/ شخص والعدد في تزايد، بينما قُدّر عدد الواصلين إلى مركز دير حافر في يومه الأول بضعة مئات، كما بيّن بأن محافظة حلب ستواصل افتتاح المزيد من مراكز التسوية الشاملة في محافظة حلب، بحسب احتياجات كل منطقة وجغرافيتها وخصوصيتها.
يذكر أن إجراءات التسـوية في مركز ناحية مسكنة ما تزال مستمرة بالتوازي مع العمل في مركز دير حافر دون أي توقف، حيث ما تزال لجان التسوية المختصة تواصل عملها في استقبال الراغبين بالانضمام إلى التسوية، والذين من المتوقع أن يزداد عددهم بشكل أكبر خلال الأيام القادمة وخاصة في مركز مدينة دير حافر التي تتميز بموقعها الجغرافي المتوسط للعديد من مناطق ريف حلب الشرقي، والقريب نسبياً من حلب المدينة.
زاهر طحان – حلب