خاص || أثر برس لاتزال مهنة المسحراتي (أبو طبلة) الذي يسمع صوته طوال شهر رمضان المبارك في الحارات لإيقاظ الصائمين على فترة السحور قبيل آذان الصبح بساعتين وهو يقول: “يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله.. قوموا على سحوركم إجا رمضان يزوركم”، موجودة ومرغوبة في دمشق كأهم طقس من طقوس الشهر الفضيل.
أبو حسن (مسحراتي يعمل في دمشق) خلال حديثه لـ”أثر” يقول إنه مع قدوم شهر رمضان المبارك يجهز نفسه للعودة إلى مهنته التي ورثها من والده، مبيناً أن “هذه المهنة أصبحت من التقاليد القديمة الموجودة لدينا وسنحافظ عليها ونورثها لأولادنا وأحفادنا”.
وبحسب أبو حسن، ليس كل شخص قادر على أن يكون مسحراتي لأنه يجب أن يكون له صوت جهوري يستطيع من خلاله أن يوقظ الناس وأن يكون صبوراً ويتحمل هذه المسؤولية، مشيراً إلى أن اليوم الكثير من الشباب والكبار بالسن يعملون بهذه المهنة وهم غير مؤهلين لها ولكن يعملون بها فقط لأنهم بحاجة للمال.
ولفت إلى أنه “مع انتهاء شهر رمضان المبارك وبعد صلاة العيد يجول المسحراتي على سكان المنطقة التي أيقظها طوال الشهر الفضيل ويأخذ منهم المال لقاء تعبه وتعد بمثابة العيدية له”.
وبهذا السياق أوضح عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق قيس رمضان لـ”أثر برس” أن عدد المسحرين في دمشق هذا العام وصل إلى 41 شخص قابلين للزيادة، لافتاً إلى أنه في السنوات الماضية كان يتراوح العدد بين 60-75 مسحراتي موزعين على أحياء دمشق، فمن الممكن أن يزداد العدد في هذه السنة لأن تقديم الطلبات مازال مفتوحاً إلى الأن.
وهنا بين أنه يتم تقديم الطلبات من قبل الأشخاص الذين يعملون بهذه المهنة للحصول على الموافقات اللازمة من المحافظة وقيادة شرطة دمشق وبعد الحصول عليها يتم تعيينهم بالمنطقة الذي يرغبون بها.
وحول الأجور المالية للمسحراتي، أوضح رمضان أن “المحافظة ليس لها علاقة بالتعويض المالي لهم والأهالي كلاً يعطي حسب مقدرته “.
الجدير ذكره أن رمضان عام 2020م شهد غياب صوت “المسحراتي” أو كما يطلق عليه البعض “أبو طبلة” من حارات دمشق بسبب فيروس كورونا وإجراءات الحظر التي كانت المتبعة.
لمى دياب – دمشق