أثر برس

45 ألف ليرة سورية شهرياً تكاليف مواصلات للطلاب والموظفين.. أزمة النقل تتفاقم في أطراف دمشق

by Athr Press G

خاص || أثر برس يخرج المواطن من منزله في عشوائية وهو مستعد نفسياً ليدخل في زحام الركاب للحصول على مكان في صندوق سيارة شحن مغلقة “فان”، أو سيارة “سوزوكي” حوّل صاحبها صندوقها لخيمة باستخدام “شادر”، ليعمل على نقل الركاب، فخدمة “السرفيس”، معدومة عن الحي الواقع في الأطراف الشمالية العاصمة دمشق.

 يوضح الشاب الثلاثيني أحمد، خلال حديثه لـ “أثر برس” أنه وبأجر 500 ليرة للراكب الواحد تنقل سيارات الـ “فان” و “السوزوكي”، من حي “عش الورور” إلى تحت “جسر الثورة” وسط العاصمة، ويسمّي بعض الشبّان الرحلة بـ “مرطبان المكدوس”، لتلاصق الركاب بشكل كبير، وتعلّق بعضهم على باب الشاحنة المغلقة أو السوزوكي، لكن برأيه الأمر محمول أكثر من سماع كلمة “خصم من الراتب”، بفعل التأخير.

السيارات غير المخصصة لنقل الركاب تُعتبر الحل الوحيد بالنسبة للمواطن الذي قرّر اللجوء للعيش في منطقة مثل حي عش الورور سيء الخدمات لرخص “إيجارات المنازل”، وغالباً ما يكون الحصول على مقعد في رحلة العودة للحي صعباً لوجود عدد ضخم من الركّاب في منطقة جسر الثورة ما بين الساعة الرابعة وحتى السابعة مساءً والحلول معدومة، فسيارات التكسي لن تقبل بأجر يقل عن 2000 ليرة سورية للراكب وبشرط ألا يقل عددهم عن 5، كما لا يقبل السائق الدخول لمسافة كبيرة داخل الحي أو صعود أي من منحدراته، فعش الورور شهير بصعوبة منحدراته وسوء طرقاته، حاله في ذلك حال بقية العشوائيات، لتكون كلفة النقل من وإلى الحي تقترب من 30 ألف شهرياً، وهو رقم يشكّل ثلث الراتب لبعض موظفي الدولة، وربعه لآخرين.

من غرب العاصمة، تكون رحلة الوصول إلى العمل صباحاً متعددة الخيارات، فركّاب مناطق (قطنا – دروسا – خان الشيح – عرطوز)، ينتقلون أولاً إلى مفرق جديدة عرطوز، ليجتمعوا بأقرانهم الخارجين من جديدة الفضل وجديدة عرطوز، ويقفون لساعات طويلة بانتظار باص أو سيرفيس، وفي حال كان الراكب في عجلة من أمره فبإمكانه ركوب (تكسي سرفيس)، بسعر 2500 ليرة للراكب الواحد وبمجموع 10 آلاف ليرة عن الرحلة الواحدة، كما أن سيارات سوزوكي ذات المقاعد والتي تعرف شعبياً باسم “تكتك”، تعمل على نقل الركّاب أيضاً وبسعر 2500 ليرة للراكب الواحد، وهي قادرة على حمل 10 ركاب بعد أن يتم حشر 3 منهم خلف مقعد السائق لتكون “السفرة موفقة” وفقاً لتوصيف السائقين، فهم لا يحصلون على الوقود المدعوم كل 4 أيام مثل سيارات التكسي، إذ أنهم ليسوا مرخّصين للنقل العام.

ويغضّ شرطة المرور الطرف عن عمل هذه السيارات بالنقل العام نظراً للحاجة الملحّة من قبل الركاب، لكن غياب الرقابة وعدم تنظيم الأمر يترك المواطن ضحية لجشع السائقين، فرحلة بطول 12 كم لن تستهلك أكثر من 1.2 لتر بنزين، أي ما يعادل 400 ليرة في أسوأ الأحوال، وإن كان السائق صادقاً في ما يزعمه بأنه (معبي حر) أي من السوق السوداء، في حين أن مجموع ما يتقاضاه عن الرحلة هو 25 ألف ليرة سورية، أي أن هامش ربحه يصل لنحو 400 بالمئة.

في حين أن تكلفة النقل اليومية قد تزيد عن 3000 ليرة بالنسبة للبعض، وتصل لـ 5000 لمن تتقطّع بهم السبل، وإذا كان الشخص الواحد سيضطر لمرتين أسبوعياً لخيارات غير السرفيس، فسيكون مجبراً على دفع مبلغ 6000 آلاف ليرة في هاتين المرتين، تضاف لما يقارب 4000 ليرة عن بقية الأسبوع فيغدو المجموع الأسبوعي 10 آلاف ليرة، وبحسبة شهرية فقد يضطر طالب الجامعة أو الموظف لدفع مبلغ 45 ألف ليرة سورية بدل مواصلاته، وهو رقم ليس بسيط في حسابات المعيشة الشهرية لأسرة قد يكون فيها طالبين أو أكثر، والطالب مستهلك لا منتج.

اقرأ أيضاً