خاص ||أثر برس تبلغ كمية البنزين المخصصة للسيارات السياحية في سوريا، عدا الحكومية منها، وفقاً للمخصصات الشهرية على البطاقة الذكية أكثر من 64 مليون لتر، (معدل استهلاك وسطي يومي يبلغ 2.14 مليون لتر)، بينما تبلغ كمية البنزين التي يحتاجها السائقون وأصحاب السيارات فعلياً خلال كل شهر نحو 124.93 مليون لتر، (متوسط الاستهلاك اليومي 4.13 مليون لتر)، أي بمعدل زيادة تبلغ بنسبتها نحو 48.43% عما هو مخصص لهم من الحكومة.
ويقترب حجم الطلب اليومي على مادة البنزين والمدروس في هذا التقرير، مع حجم الطلب اليومي على مادة البنزين وفقاً لتقديرات الحكومة مسبقاً والبالغة نحو 4.4 مليون لتر يومياً، حيث يلجأ السائقون وأصحاب السيارات بحسب ما رووه لـ”أثر” إلى السوق السوداء لتعويض النقص اللازم للاستهلاك من البنزين والذي تبلغ نسبته 48.43% من إجمالي الاستهلاك الفعلي الذي يحتاجونه.
(893703) سيارة سياحية حتى نهاية 2022
عند العودة إلى بيانات وزارة النقل السورية، يتبن أنّه بلغ عدد السيارات السياحية (العامة، الخاصة، الحكومية، إدخال مؤقت، وإدخال بموجب قانون الاستثمار) والتي سجّلت في سوريا حتى عام 2022 نحو 893703 سيارة، منها 849946 سيارة كانت مسجلة في عام 2021 وما قبل بحسب ما جاء في المجموعة الإحصائية الأخيرة الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء، إضافة إلى 43757 سيارة جديدة سُجلت في عام 2022، بحسب معلومات حصل عليها “أثر برس” أيضاً من وزارة النقل وتم توثيقها في وقت سابق.
وكانت النسبة الأكبر من السيارات المسجلة في سوريا للسيارات السياحية الخاصة، حيث بلغ عددها من إجمالي السيارات السياحية (753522) سيارة، بينما جاءت السيارات العامة (العمومي) بالمرتبة الثانية بعدد (112610) سيارة، ثم السيارات الحكومية بنحو (21512) سيارة، وأخيراً الإدخال المؤقت نحو 4314 سيارة والسيارات المدخلة بموجب قانون الاستثمار لم تتجاوز 1745 سيارة.
وسطي مخصصات كل سيارة شهرياً:
شهدت السنوات الماضية تخفيضات كبيرة على كمية البنزين المخصصة لكل سيارة بحسب نوعها، إلى أن وصلت إلى أدنى مستوى لها حالياً، حيث لا تزيد المخصصات الشهرية للسيارات السياحية الخاصة حالياً عن (70) لتر شهرياً، وهذا يتضمن (رسالتين 25 لتر، ورسالة 20 لتر مباشر).
أمّا بالنسبة للسيارات العامة (العمومي)، تبلغ كمية البنزين المخصصة لكل منها (100 لتر) بمعدل 4 رسائل شهرية وكل واحدة منها (20 لتر) إضافة إلى رسالة بنزين (مباشر) بكمية 20 لتر فقط، بينما الحكومية تختلف مخصصاتها من سيارة إلى أخرى حسب نوعها وحسب المسافة التي تقطعها يومياً، ولكن يمكن القول إنّ مخصصات كل سيارة (120 لتر) وسطياً.
بينما يمكن أن نفترض أنّ كمية البنزين المخصصة للسيارات الإدخال المؤقت والمدخلة بموجب قانون الاستثمار (70) لتر شهرياً كما هو مخصص للسيارات الخاصة.
هل هذه المخصصات كافية.. ما هو رأي السائقين؟
تواصل «أثر برس» مع عدد من أصحاب السيارات الخاصة، وعدد من أصحاب وسائقي السيارات العامة والحكومية، لمعرفة كمية الاستهلاك الفعلية لكل سيارة شهرياً، ومقارنتها بكمية الاستهلاك المخصصة من قبل الحكومية.
وفي هذا السياق، بين “فداء” وهو صاحب سيارة (عمومي) أنّ الكمية التي تخصص لهم شهرياً لا تزيد عن 100 لتر، وهي برأيه قليلة جداً لأن سيارة العمومي تحتاج يومياً (10) لتر للعمل في الحد الأدنى، وهذا يعني أنّه يحتاج شهرياً 300 لتر، لافتاً إلى أنّ العجز الذي يحصل لديه في كل شهر يصل إلى 200 لتر بنزين وهذه الكمية يضطر إلى تأمينها من السوق السوداء بسعر مرتفع جداً لاستمرار كسب لقمة عيشه.
أمّا “أبو أحمد” وهو مالك سيارة خصوصي، يقيم في جديدة عرطوز، أكّد لـ “أثر” أنّ مخصصات الـ 70 لتر لا تكفيه خلال الشهر، فهو يحتاج وفقاً لتقديره، إلى أكثر من 120 لتر شهرياً بالحد الأدنى ما يدفعه إلى شراء كميات إضافية من السوق السوداء، وبالتالي دفع سعر أعلى بكثير من سعر التكلفة الذي حددته الحكومة.
“أبو غسان” وهو سائق سيارة حكومية، قال: “بالنسبة للسيارات الحكومية، كمية البنزين المخصصة لكل سيارة مختلفة، ولا يمكن تحديد رقم ثابت لحجم الاستهلاك الفعلي ولكن بالتأكيد يزيد الاستهلاك عما هو مخصص لكل سيارة والذي يبلغ وسطياً 100 لتر، وأضاف، “يتم غالباً تعويض هذه الكمية بكميات إضافية بمهمات سفر وغيرها، مشيراً إلى أنّ هناك سيارات حكومية مخصصاتها أكثر من ذلك كونها سيارات خدمة وبالتالي الرقم غير مضبوط بشكل دقيق”.
ما هي كمية البنزين التي تشترى من السوق السوداء؟
لمعرفة كمية البنزين التي يضطر السائقين إلى شرائها من السوق السوداء، أجرى مراسل “أثر برس” بإجراء حسبة رياضية بسيطة على الكميات المخصصة لكل من السيارات السياحية باستثناء الحكومية على اعتبار أن كمية البنزين المخصصة لها مدفوعة الثمن.
وبالمقارنة بين مخصصات السيارات السياحية من البنزين الحكومي والاستهلاك الفعلي حسب السائقين، نجد أنّ السيارات الخاصة في سوريا يبلغ عددها (753522 سيارة)، ومخصص لها فعلياً من الحكومة (70 لتر) لكل منها، لكن تحتاج فعلياً في كل شهر حسب السائقين ما يقارب (120 لتر) وسطياً أي أنّ هناك فرق 50 لتر بنزين نقص يضطر أغلبية أصحاب السيارات الخاصة تأمينها شهرياً من السوق السوداء، وهذا يعني أنّ كمية البنزين التي يحتاجها أصحاب السيارات الخاصة في سوريا من السوق السوداء تبلغ (753522 × 50) = 37.676.100 لتر شهرياً.
أمّا بالنسبة للسيارات العمومي، فقد بلغ عددها 112610 سيارة، مخصص لها من الحكومة 100 لتر فقط، وتحتاج فعلياً استهلاك 300 لتر شهرياً بحسب السائقين. أي اّنّ الكمية التي يضطر سائقي سيارات العمومي شرائها من السوق السوداء تبلغ (112610 × 200) = 22.522.000 لتر شهرياً.
أخيراً، بالنسبة للسيارات المدخلة مؤقتاً وبموجب قانون الاستثمار، فقد بلغ عددها 6059 سيارة، وتحتاج فعلياً استهلاك وسطي يبلغ 120 لتر، أي أن الكمية التي يضطر شرائها أصحب هذه السيارات من السوق السوداء تبلغ (6059 × 50) = 302950 لتر شهرياً.
وبناء على ما سبق يمكن القول: كمية البنزين الإجمالية المخصصة من قبل الحكومة للسيارات السياحية في سوريا ما عدا الحكومية تبلغ (60.501.050 لتر شهرياً)، بينما تبلغ كمية البنزين المخصص من قبل الحكومة بموجب البطاقة الذكية للسيارات السياحية ما عدا الحكومية نحو 64.431.670 لتر شهرياً.
وبناء عليه، يتضح أنّ كمية البنزين التي يضطر سائقي السيارات الخاصة والعمومي إلى شرائها من السوق السوداء تبلغ نسبتها من إجمالي الاستهلاك الشهري بنحو (48.43%)، بينما تبلغ نسبة كمية البنزين التي يحصلون عليها من البطاقة الذكية (51.57%)، وهذا يعني أنّ 48.43 % من بنزين الحكومة المخصص للسيارات السياحية ما عدا السيارات الحكومية، يباع بسعر أعلى من سعر التكلفة وهو خارج سعر البنزين المدعوم والبنزين المباشر.
وكان “أثر برس” حصل سابقاً على معلومات من وزارة النفط والثروة المعدنية تؤكّد أنّ الطلب اليومي للبلاد على مادة البنزين يصل إلى 4.4 مليون لتر يومياً، فيما كانت الكميات التي توزع حينها نحو 3.6 مليون لتر يومياً، وبالتالي في حال أردنا مقارنة ما يتم توزيعه من البنزين عبر البطاقة الذكية حالياً والبالغ (2.13 مليون لتر يومياً ما عدا السيارات الحكومية) مع الاحتياجات الأساسية لجميع السيارات والبالغة (4.4 مليون لتر يومياً) نجد أنّ ما يتم توزيعه عير “الذكية”، لا يتجاوز 50% من احتياجات سوريا اليومية الفعلية من مادة البنزين.
قصي المحمد