خاص|| أثر برس كشف مدير عام مركز زرع الخلايا الجذعية في مشفى الأطفال الجامعي د. ماجد خضر لـ”أثر” أن المركز افتتح في شهر حزيران من عام 2021، بعد إعادة تأهيله بشكل كامل وتوسيعه (كان في السابق مركز مقتضب).
وأوضح د.خضر أن المركز يضم وحدة الزرع ووحدة ما بعد الزرع والإجراءات النهارية وعيادة الزرع، مضيفاً: “فكل ما يتعلق بمريض الزرع من تحضير أثناء الزرع إلى متابعة لما بعد الزرع والإجراءات كلها تتم ضمن المركز وبالتالي لا يحتاج الطفل لأي إجراء خارج المركز”.
وتابع: “في المركز 5 غرف خاصة بوحدة الزرع؛ وغرفة عزل خاصة للزرع مجهزة بكل التجهيزات الخاصة بالزرع (فكما هو معروف مريض الزرع سيكون بمرحلة نقص مناعة شديد لأنه سيتم إمحاء للنقي الموجود قبل الزرع ليستقبل الخلايا الجذعية الجديدة وتجد مكان للتعشيش وتستطيع أن تنمو وتتكاثر) بهذه الفترة (خلال شهر تقريباً) تكون مناعة المريض صفر؛ لذلك هناك إجراءات عقامة كاملة وعزل ضمن الغرفة؛ وفي هذه المرحلة الزيارات ممنوعة وطريقة اللباس خاصة مع وضع قثطرة وريدية مركزية للطفل قبل مرحلة الزرع فهذا يحتاج إلى إجراءات وتقنيات خاصة لتوفر هذه البيئة العقيمة؛ من التهوية المركزية وتنقية الهواء بطريقة أجهزة الهيبافلتر الخاصة بذلك والضغوط الإيجابية للغرف بالإضافة إلى العقامة والتعامل مع القثاطر الوريدية وطريقة تعامل الكادر التمريضي والطبي”.
ولفت د.خضر إلى أن المدخل لمركز زرع الخلايا مستقل حتى لا يختلط الطفل مع المرضى الآخرين في المشفى.
وأوضح د.خضر لـ”أثر” أن الزرع ليس عمل جراحي كما يتوقع الكثيرون إنما هو عبارة عن تسريب للخلايا الجذعية عبر القثطرة بعد إجراءات معينة تحضيرية قبل الزرع وفترة مكوث طويلة للطفل ضمن الغرف؛ فهناك فترة تحضير؛ وفترة قبول؛ وفترة تخريج؛ وفترة متابعة.
وتابع: “بعد الزرع هناك متابعة دورية وحثيثة فنحن دائماً نخبر الأهل قبل البدء بالزرع والقبول في المركز بأنه يجب أن يكونوا قريبين من المركز بعد التخريج لأن أغلب مرضانا هم من كافة المحافظات السورية لذلك خلال الأشهر الستة الأولى يجب أن يكونوا قريبين من أجل متابعة وضع الطفل”.
ويستقبل المركز بحسب ما ذكره د. خضر، كل الحالات والأعمار من شهر حتى 14 عاماً ومؤخراً تم رفع سن القبول لسن 18 من أجل مواكبة السرطان للأطفال الذين يمكن معالجتهم حتى عمر 18 سنة، مضيفاً: “فهو يستقبل كل الأمراض عند الأطفال التي يمكن أن يستطب فيها زرع الخلايا الجذعية بنوعيه (الذاتي – الغيري)، الذاتي هو من المريض نفسه (أي زرع ذاتي من نفس المريض)؛ واستطباباتها قليلة ببعض الأمراض خاصة السرطانية أو الأورام الصلبة عند الأطفال، أما الزرع الغيري وهو الأساس ويشكل النسبة الأكبر من الاستطبابات بالمركز ويستخدم بنسبة كبيرة بالسرطانات من متبرع أخ متطابق سليم؛ متطابق بالأنسجة 10/10 ببعض السرطانات غير المستجيبة على العلاجات الكيماوية الاعتيادية؛ وبعض الأمراض الوراثية التي يعاني فيها المرضى من نقل دم باستمرار خاصة (الثلاسيميا) وبعض حالات المنجلي، بالإضافة إلى أمراض فقر الدم (اللاتنسجي) أي يكون النقي غير قادر على العمل (فشل بإنتاج الكريات البيض والخضاب والصفيحات) كذلك يتم إجراء زرع النقي أو زرع الخلايا الجذعية (الغيري) لبعض الأمراض الأخرى مثل نقص المناعة الخلقي الشديد وهي إحدى استطبابات القبول في المركز”.
وأضاف: “المركز بدأ عملياته في شهر تموز من عام 2021 بعملية زرع ذاتي وبعدها انطلقت العمليات ذاتي وغيري وبدأت تزداد حتى وصلنا إلى 50 مريض ذاتي وغيري حتى الآن؛ رغم كل الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا بتأمين مستلزمات الزرع الكبيرة بتكاليف باهظة وخاصة أن الأدوية أغلبها استيرادية وكذلك (الكيتات) المخبرية استيرادية مع التكاليف العالية إضافة لفترة الإقامة والتحاليل المخبرية”.
وتابع: “أنجزنا هذا العمل بوجود الجهات القائمة على سير العمل كاللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان إضافة إلى الاتفاقيات التي أبرمها المركز مع الجهات العامة إضافة إلى المتابعة الحثيثة من قبل السيدة أسماء الأسد، لتوفير كل المستلزمات التي تضمن استمرار عمل المركز”، مشيراً إلى أنه “إذا لم يتوفر الكادر (المتدرب والطبي والمخبري والتمريضي)، لا يمكن إجراء الزرع فهذا الفريق يعمل بشكل متكامل، ويعمل على متابعة المرضى أثناء الزرع وبعد الزرع”.
وأكد د.خضر لـ”أثر” أن هذه الخدمات مجانية للأهل ومريض الزرع؛ حتى التحاليل التي لا تتوفر في المركز يتم إبرام اتفاقيات لإجرائها بالتعاون مع مشفى تشرين العسكري ومشفى الأسد الجامعي والطاقة الذرية؛ وتأمين مشتقات الدم بالتعاون مع بنك الدم و التعاون مع جمعية بسمة لتأمين المستلزمات والمواد الطبية واللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان.
وفيما يخص الخطة القادمة لعام 2025، قال د.خضر: “الأهم هو تطوير موضوع التشاركية مع الجهات العامة بالإضافة إلى جهات يمكن أن تساعد بتأمين الكوادر وخاصة المخبرية (كلية الصيدلة- كلية العلوم الصحية- كلية العلوم) بالإضافة إلى أننا نعمل على إنشاء (بنك الخلايا الجذعية) من المتبرعين وهذا موضوع مهم فقد لا يتوفر في كل الأحيان متبرعون متطابقون بالأنسجة؛ وهذا يحتاج إلى بنية تحتية وإمكانيات”.
وختم مدير عام مركز زرع الخلايا الجذعية في مشفى الأطفال الجامعي د. ماجد خضر كلامه قائلاً لـ”أثر”: “حالياً يتم بالتشارك مع الجامعة الافتراضية استكمال أتمتة مخبر الزرع وبدء العمل بموضوع تحضير البنية التحتية والتقنية لإطلاق البرنامج أو (البنك الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية) بهدف التوسع بإجراء أنواع مختلفة من الزرع الغيري سواء كان من خارج العائلة بالإضافة للأنواع الأخرى بإجراء الزرع بحالات عدم التطابق (نصف التطابق) بتوفر بعض التجهيزات التي نحاول تأمينها لإمكانية إجراء التحاليل المطلوبة لتطابق الأنسجة بطريقة عالية الدقة وهي غير متوفرة حالياً ونعمل على تأمينها لإمكانية إجراء حالات الزرع للمتبرعين المتطابقين من خارج العائلة بالإضافة إلى إنشاء بنك دم الحبل السري وهو أحد مصادر زرع الخلايا الغيري بالإضافة إلى تفعيل الغرفة النظيفة الموجودة حالياً ضمن المركز والتي تحتاج لكادر طبي وفني مخبري مدرب بالإضافة لبعض التجهيزات، والهدف أيضاً من ذلك توسيع مجالات استطبابات زرع الخلايا الجذعية بكافة أشكالها”.
وفي وقت سابق، افتتح وزير الصحة د. أحمد ضميرية، الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان (معاً نحو 2030)، حيث قال حينها لـ “أثر”: “ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم مستمر لأسباب عديدة ومختلفة؛ وبالمقابل مازالت السنوات الأخيرة تشهد وعياً عالمياً وتوجهاً حثيثاً نحو الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية والدعم النفسي وبرامج الكشف المبكر والوقاية والتثقيف الصحي”.
وأضاف الوزير حينها: “على الرغم من كل التحديات كالحصار وتداعياته على مختلف جوانب الحياة ومنها تأمين الأدوية النوعية للمصابين بالأمراض المزمنة ومرض السرطان؛ إلا أن الحكومة السورية تواصل توفير خدمات التشخيص والعلاج المجاني لمرضى السرطان عبر مشافٍ ومراكز موزعة على مختلف المحافظات”، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الخدمات الطبية الشاملة المقدمة في المشافي لغاية نهاية أيلول من العام الجاري وصل لما يقارب الـ 20 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية”.
دينا عبد