مما لا شك فيه أن روسيا باتت لاعب أساسي في العالم ككل وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، لاسيما أمام ساسات أمريكا في المنطقة، كما أنه من الواضح أن وجود روسيا في سوريا بطريقة شرعية كان بوابتها لفرض نفسها كقوة عسكرية وسياسية في الشرق الأوسط، والآن وبعد المتغيرات الجديدة على الساحة السورية، بدأت روسيا بالعمل بسياسة مختلفة خصوصاً فيما يتعلق بالجنوب السوري، ومعركة إدلب المرتقبة.
صحيفة “الحياة” السعودية رأت أن المرحلة المقبلة ومن خلال وجود روسيا في سوريا تشير إلى تطور في العلاقات بين روسيا والكيان الإسرائيلي، حيث قالت:
“لقد استفادت روسيا من تراجع وضع أميركا الاستراتيجي في الشرق الأوسط ليس فقط لتعود إلى المنطقة ولكن أيضاً لتتوسع فيها بالنفوذ السياسي والوجود العسكري، دعونا لا ننسى المتغيرات الأحدث مثل توقعات طفرة الطاقة والغاز واحتمالات نشوب صراعات في وقت مبكر حول أنابيب الغاز التي ستمتد من سواحل غرب البحر المتوسط إلى مراكز الحياة والصناعة في أوروبا، لإسرائيل في هذه الأمور بالذات رأي وموقف، ولن تترك الأطراف الإقليمية تشكل تحالفاتها الثنائية والثلاثية والرباعية من دون أن تكون طرفاً أساسياً فيها”.
أما موقع قناة “تلفزيون سوريا” المعارضة، فنشر مقالاً حول المساعدة التي يمكن أن تقدمها روسيا لتركيا في ظل الضغوط التي تتعرض لها في سوريا وفي أزمتها مع أمريكا، إذ جاء فيه:
“يٌظهر بقية الفاعلين على الساحة انسجاماً سريعاً مع المشهد الجديد، وبملاحظة نقاط تباحث ترامب وبوتين في المسألة السورية خلال قمة هلسنكي، والزيارات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، وسيطرة القوات السورية على المناطق المتاخمة لإسرائيل والأردن، نرى أن التعقيد والصعوبات التي تقف أمام تركيا في سوريا الآن، إنها غير قادرة على تحقيق رؤيتها هناك إلا عبر بوابتي اللاعبين أميركا وروسيا، سواء كان ذلك بالصراع، أو الاتفاق، ولم يعد يخفى على أحد الاختلافات الكثيرة بين أنقرة من جهة وموسكو وواشنطن من جهة أخرى، من ناحية طريقة العمل والارتباطات والأولويات”.
وبدورها قالت صحيفة “القدس العربي”:
“الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات الضامن شخصياً لأمن الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وعناصر الجيش الروسي شاركوا في إعادة إحياء اتفاقية فصل القوات في الجولان بالرغم من وضوح بنود الاتفاقية التي تحظر على جيوش الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن المشاركة في أية مهامّ هناك”.
وأكثر ما يثير المخاوف من السياسة الروسية الجديدة ومن الأوراق التي تخفيها موسكو تحت الطاولة، هو القمة التي أعلنت الخارجية الروسية عنها يوم أمس الاثنين، التي تنوي عقدها لبحث المستجدات السورية في أنقرة بين روسا وتركيا وفرنسا وألمانيا، حيث تشكل كل من فرنسا وألمانيا أحد مكونات دول “التحالف الدولي” المدعي محاربة “داعش”؟ كما ضمت نفسها في قمة واحدة بين ثلاث دول ينتمون لـ”حلف الناتو”، فعلى ماذا تنوي روسيا؟