تصدرت زيارة ترامب إلى السعودية عنوان “مكافحة الإرهاب” ومحاربة “داعش” كما وضع محاربة إيران في نفس السوية محاربة “داعش”، ليصف مسؤولون إيرانييون تصريحات ترامب بالسخيفة، كما ساعدتهم في الرد بعض وسائل الإعلام العبرية والعربية ولا يخلو الأمر من اختلاف الآراء فيما بينها.
فجاء في قناة “روسيا اليوم” تصريح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني “علي شمخاني” حول اتهام ترامب إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ودعم الإرهاب فقال:
“هذه الاتهامات لا أساس لها مطلقاً، ولا تمت إلى الواقع بصلة ولا يأخذها المجتمع الدولي على محمل الجد. فقد فقدت إيران في سبيل محاربة الإرهاب ألوفاً عديدة من الأشخاص، ولا يزال الشهداء يتساقطون في الحرب مع “داعش” و”جبهة النصرة”.
فيما أدرك الأمريكيون ما هو الإرهاب بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، ومع ذلك فإن أول زيارة خارجية لترامب كانت إلى الدولة، التي تصنِّع الإرهابيين، لأن الفكر الوهابي وواردات تصدير النفط والسخط السياسي بسبب توريث السلطة، كلها تساعد على تطرف الشباب، ولأنهم ممنوعون من زعزعة الاستقرار في الرياض، فإنهم يغادرون إلى سوريا والعراق واليمن بحرية، لذلك فإن كلمات ترامب غير منطقية وسخيفة، إن الإرهابيين في سوريا والعراق هم أداة لتمرير سياسة واشنطن”.
وجاء في صحيفة “إسرائيل اليوم” مقال تحت عنوان “بعد حملة ترامب.. إيران ناضجة” قال:
” الرد الايراني، جاء في نهاية الأسبوع، حيث قال “علي حاج زاده” قائد سلاح الجو في حرس الثورة: إن تنظيمه أقام مصنع تحت الأرض ثالث لإنتاج الصواريخ البالستية، وأن ايران تصمم على الاستمرار في تطوير خطتها الصاروخية. فقد اختارت إيران الاستمرار في إدارة ظهرها لترامب وللعالم، وانتقلت الكرة إلى ملعب واشنطن، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان ترامب سيترجم تهديده في الموضوع الإيراني، أو مثل سلفه، سيندد بإيران ويسمح لها في الاستمرار بطريقها، ولكن لدى حرس الثورة سبب للقلق، بسبب التجند الإقليمي برئاسة الولايات المتحدة”.
ولم يغب هذا الموضوع عن صفحات صحيفة “الحياة” مراعية ربطه مع الحرب في سوريا فورد فيها:
“لم يعد الصراع مع إيران في المرتبة الثانية في سلم الأولويات الأميركية بعد الحرب على “داعش”، بات الهدفان في مسارين متوازيين معاً. والطريقة التي يدير فيها الأميركيون وشركاؤهم في المنطقة معركة الرقة والحدود السورية- العراقية تسعى سلفاً إلى رسم خريطة هذه الحدود.
صحيح أن القمة الأميركية- الإسلامية في الرياض تؤسس لـ “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”. لكن الصحيح أيضاً أن ثمة قوى في الإقليم ستسعى إلى مواجهة أهداف هذا التحالف. وليست الجمهورية الإسلامية وحدها هنا، فهناك تركيا وروسيا أيضاً. هذه القوى الثلاث لا تريحها الشراكة المتجددة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في الشرق الكبير، لن تكون إيران وحدها إذاً معنية بالسياسة الجديدة لواشنطن.