خاص || أثر سبورت
لم تأت انتخابات اتحاد كرة القدم السوري بجديد على صعيد الأسماء فعادت الحكاية لتتكرر وكأنك “يا أبا زيد ما غزيت”، فالأشخاص هم بالمعظم أنفسهم ولم نشهد سوى أربعة وجوه جديدة، هم ممثل العنصر الأنثوي نانسي معمر والحكم الدولي محمد العبد الله ومفيد زهر الدين ومحمد عبيد الخليل، فيما السبعة الآخرون خاضوا تجارب سابقة والجمهور يعرفهم عن ظهر قلب، ولذلك كانت ردة فعله عليهم سلبية، وأغلق باب التفاؤل مبكراً وربما لعن في قرارة نفسه الحال التي وصلنا إليها ومن كان السبب بالوصول.
السيد ينسحب ويتّهم:
كنا قد كتبنا سابقاً في أثر سبورت مادة بعنوان، “هل يُصلح اتحاد كرة القدم الجديد ما أُفسد في كرتنا؟” وتساءلنا هل ستكون انتخابات اتحاد الكرة ديمقراطية بالفعل ولن يُملي أحد على الناخب اسماً معيناً لرئيس الاتحاد أو نائبه أو لأحد الأعضاء وأجبنا بأنفسنا (أكاد أجزم كما يجزم الجمهور السوري بأن ذلك ضرب من المستحيل وأن التدخلات والتوجيهات ستكون حاضرة، لأن ما شاهدناه من طريقة انتقاء المندوبين يؤكد أن التدخلات قائمة وتم اختيار معظم المندوبين بعناية من قبل أصحاب القرار الرياضي لانتخاب أسماء معينة في الاتحاد، ومن يقول إن ذلك غير وارد نورد مثالاً على ذلك صاحب هذه الكلمات، حيث تم إبعاده وفرض اسم آخر لا علاقة له بلعبة كرة القدم، وهو منتسب لأسرة إحدى ألعاب القوة وكل ذلك لانتخاب شخص ما، وبالتالي الخوف سيبقى قائماً من عدم وصول الأفضل والأجدر)، لأننا كنا ندرك بأن الأجواء غير صحية أو سليمة وهذا ما ذهب إليه وأكده الكابتن ماهر السيد الذي كان مرشحاً لرئاسة الاتحاد ثم انسحب وأصدر بياناً أكد فيه وجود تدخلات من بعض أصحاب القرار في تسمية مندوبين بعينهم وقال بشكل واضح وصريح: “لمست التَدَخُّلَ الواضح من بعض أصحابِ القرار في تسمية مندوبينَ بعينِهم، لصالِحِ أحدِ المُرَشَّحينَ الأمرُ الذي يُلغي ويَنسِفُ مبدأ الشفافيةِ والعدالةِ، وينفي عن نتيجةِ الانتخاباتِ القادمة صفةَ النزاهة”.
إذاً السيد يؤكد وجود تطبيقات وتدخلات وهو كما أعلن يملك الدليل على ما ذكره ومع ذلك مرت الأمور بسلام وكأن شيئاً لم يكن ولم يسأل أحد السيد عن أدلته وبراهينه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأمور ستبقى على حالها وستبقى الكرة السورية حبيسة ما اعتادت عليه، ولن تخرج للنور وإن كنا نتمنى عكس ذلك.
من هم أعضاء الاتحاد وماذا قدموا للكرة السورية؟
من هم أعضاء الاتحاد الذين سيقودون الكرة السورية لأربع سنوات قادمة إن لم يتم حل الاتحاد أو استقال كما جرت العادة، وماذا قدموا لكرتنا وهل هم فعلاً مؤهلون لإخراجها من العتمة للنور أو لإنعاشها ووضعها على الطريق السليم أم سيبقون كما كانوا في الاتحادات السابقة لـ “البروظة” والسياحة والسفر وغيرها مما كنا نسمعه ونعرفه من قصص وحكايات.
أعضاء الاتحاد الجديد (القديم)، من هم وهل هم فعلاً قادرون على بث الحياة في كرتنا المتهالكة؟
رئيس الاتحاد صلاح رمضان:
سبق لرئيس الاتحاد الحالي أن ترأس الاتحاد لمدة ست سنوات أي دورة انتخابية ونصف بعد أن تم انتخابه بديلاً لفاروق سرية الذي قدم استقالته عام 2012 وخلال السنوات الست لم يحقق المنتخب الوطني الإنجازات المتوقعة بسبب الظروف التي مر بها البلد والعقوبات المفروضة علينا من الفيفا بعدم السماح لنا باللعب على أرضنا وأفضل النتائج كانت الوصول للملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018.
وكان صلاح رمضان لاعباً في منتخب مدارس سوريا ومصفاة حمص ونادي المجد، ودرب منتخب فلسطين وأندية داريا والنضال والمجد، وكان أيضاً رئيساً للجنة المدربين بدمشق ورئيس تنفيذيتها ورئيس نادي المجد وعضو مكتب تنفيذي للاتحاد الرياضي العام وعضو اللجنة الأولمبية السورية وعضو لجنة المسابقات في الاتحاد ويحمل شهادة معهد بترو كيمياء.
نائب رئيس الاتحاد عبد الرحمن الخطيب:
هو عضو في مجلس الشعب السوري ورئيس لمجلس بلدة الحرجلة ورجل أعمال معروف ورئيس نادي الحرجلة الذي هبط هذا الموسم للدرجة الأولى، وكان عضواً في اتحاد الكرة السابق الذي شهد تخبطات كثيرة أدت لحله.
والمعروف عن الخطيب أنه رجل ميداني أي أنه يتابع العمل من مكانه وربما موقعه الآن كنائب لرئيس اتحاد الكرة سيحمله مسؤوليات كبيرة نتمنى أن يتم ترجمتها على أرض الواقع بشكل فعلي وإيجابي.
محي الدين دولة: رئيس مجلس مدينة الكسوة وسبق له أن عمل في اتحاد الكرة الذي ترأسه المرحوم مروان عرفات وأيضاً انتخاب أحمد جبان أمين سر ويُنتظر منه تقديم الكثير وفاز بالمقعد عن مدينة دمشق.
طلال بركات: محام ومختار لحي جرمانا أحد أكبر أحياء دمشق عمل في اتحاد فادي دباس وفي الاتحاد السابق الذي ترأسه العميد حاتم الغايب كرئيس للجنة المسابقات وفاز بالمقعد عن مدينة دمشق.
رفعت الشمالي: خبرة كروية كبيرة عمل رئيساً ومدرباً لنادي جبلة وحقق معه إنجازات كبيرة ودرب نادي تشرين وكان عضواً في اتحاد الكرة الذي ترأسه فادي دباس.
محمد كوسا: حكم دولي سابق وهو من نادي الوثبة وعمل في الاتحاد الذي ترأسه صلاح رمضان سابقاً كما عمل في اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة التي قادها الدكتور إبراهيم أبا زيد.
غزوان المرعي: يعتبر الدكتور غزوان المرعي أكثر من عمل في اتحادات كرة القدم وهو موجود منذ 12 عاماً على التوالي وهذه هي الدورة الانتخابية الرابعة وهو طبيب عيون من مدينة حماة.
نانسي معمر: الوجه الأنثوي الجديد في الاتحاد وهي أول امرأة سورية تعمل بصفة عضو في اتحاد الكرة وهي لاعبة ومدربة وإدارية من نادي المحافظة.
مفيد زهر الدين: يعمل للمرة الأولى في اتحاد الكرة بصفة أحد أعضائه وسبق له وعمل أمين سر لجنة كرة القدم داخل الصالات درب نادي العربي في السويداء ونادي الليث في السعودية ومساعد مدرب لمنتخب كرة الصالات السورية ومديراً للمنتخب بهذه اللعبة.
محمد عبيد الخليل: من مدينة الحسكة وأحد أبناء نادي الجزيرة وعضو اللجنة التنفيذية بالحسكة ويعمل للمرة الأولى في الاتحاد.
محمد العبد الله: من مدينة دير الزور مقيم في دمشق وهو حكم دولي وما زال يمارس التحكيم وسيعتزله بعد دخوله اتحاد الكرة.
هل سيكون بالإمكان أفضل مما كان:
“أثر سبورت” تابع ردات فعل الجمهور السوري على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع الرياضي وبصراحة لم يبد الأكثرية تفاؤلهم بنتيجة الانتخابات، سيما وأن أغلب الموجودين عملوا سابقاً ولم تحقق كرتنا في عهدهم ما كانت تصبو إليه وتراجع إلى الوراء وفي أحسن الأحوال بقيت في مكانهم واعتبروا أنه لن يكون بالإمكان أفضل مما كان.
وقال سامر محمد (يللي بيجرب مجرب عقله مخرب)، فيما قال منصور حمدان: (مبارك لكن الكرة في بلدنا ليست بأيدي أصحابها الأكفاء ضروري جداً تغيير آلية العمل ومجاراة أخوتنا الذين سبقونا).
وقال ماهر سمرة: (مبروك للأستاذ صلاح ونتمنى له التوفيق لما له من خبرة داخلية وعلاقات جيدة خارجياً، أما بالنسبة للآخرين فللأسف معظمهم كانت عليهم قضايا ومجربين وووو..)، ولم يكن عدنان غالي متفائلاً إذ قال: (مبروك إن شاء الله والله يستر)، واعتبر عبيد الناصر أن كل شيء كان مطبوخاً: ( للأسف كل شيء تم تجهيزه…بالتوافق)، وكان الأسى بادياً على حيدرة أبو الغيث: (نفس الأسماء ونفس تكرار ونفس الفشل)، وطالبت أمنية علي محسن الاستفادة من دروس الماضي: (إن شاء الله بس أقل شي يكونوا تعلموا من الموسم الماضي بالدوري وياخدوا درس ويشدو الهمة ويكونوا أخدوا درس بالمنتخب بالتوفيق يا رب).
وحكم لورنس صقر عليهم قبل العمل بالفشل: (فشل قبل الجلوس على الكرسي…عقليات بالية)، واعتبر عروة سليمان أنهم مجربون سابقاً وبالتالي لا فائدة ترجى: (هدون كلن مجربين قبل هالمرة وفي منن مجرب أكتر من مرة).
فيما بارك المقربون والمتفائلون لهم وتمنوا التوفيق خاصة بوجود رئيس الاتحاد صاحب اليد النظيفة.
نقلنا ردود أفعال الشارع الرياضي بكل صدق كما تقتضيه الأمانة الصحفية ونتأمل مع المتأملون بأن نشاهد عقلية جديدة تدار بها الكرة السورية تواكب ما يتم العمل به في الاتحادات العالمية حتى نرتقي بكرتنا لواقع أفضل.
محسن عمران