خاص|| أثر برس رغم إنجاز عملية التسوية في عموم مناطق ريف درعا، عادت الاغتيالات إلى الواجهة مجدداً لأسباب لا زالت تعتبرها المصادر شبه الرسمية جنائية بحتة، بدافع الثأر وتصفية الحسابات بين أشخاص سبق وأن اختلفوا فيما بينهم خلال فترات سابقة.
لا يختلف الواقع كثيراً في ريف درعا عن هذا التصور، ذلك لأن 3500 قطعة سلاح مصادرة خلال شهرين من التسوية، لا يعتبر رقماً كاملاً للذين يحملون السلاح، حتى وإن كان رقماً جيداً يجرد المسلحين من قوتهم الرئيسية، وتقول مصادر “أثر”: “إن حملة السلاح الذين سووا أوضاعهم خلال الفترة الماضية، يشكلون ثلثي الفئة المستهدفة بعملية التسوية، ما يعني احتمالية متابعة عملية التسوية خلال الأسابيع القادمة لإنهاء فوضى السلاح بالكامل”.
مراسل “أثر” في المِنطقة الجنوبية أفاد بتسجيل حوادث متفرقة في ريف درعا خلال الساعات الـ 24 الماضية أدت بمجملها لاستشهاد 5 أشخاص من بينهم 3 أطفال وإصابة سيدة بجروح، حيث استشهد ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراءَ انفجارِ لَغَمٍ أرضي من مخلفاتِ المسلحين في خربة غزالة بالريف الشمالي الشرقي، كما أصيبت طبيبة بجروح جراء استهداف سيارة كانت تقلها بعبوة ناسفة قرب مدينة الصنمين، وقضى شاب باستهداف مباشر بالرصاص في المنطقة ذاتها، بينما اغتال مسلحون مجهولون أحد المواطنين على طريق نافعة الشجرة في حوض اليرموك على الحدود السورية-الأردنية، وجاءت هذه الحوادث بعد يومين من اغتيال مدير مدرسة ناحتة بالريف الشرقي واستهداف مدرعة روسية قرب أوتستراد دمشق-عمان في موقع أم المياذن ما أدى لإصابة عسكري روسي بجروح، كما قتل شاب في جلين لأسباب شخصية ولتعاونه مع الدولة السورية كما ذكرت بعض المصادر المحلية.
مسلسل الاغتيالات والاستهدافات ورغم تراجعه بنسبة 80% بعد عمليات التسوية في عموم الريف الدرعاوي، إلا أنه لا يزال هاجساً يؤرق الكثيرين من أبناء الريف، خصوصاً أولئك الذين كانوا فاعلين بالمصالحات والتسويات، وهؤلاء سيتحملون وزر الثأر الشخصي خلال الفترات القادمة، وهنا يشرح أحد رؤساء المجالس المحلية في ريف درعا والذي رفض الكشف عن هويته لـ”أثر” أن “الطبيعة العشائرية هي التي تحكم ريف حوران، وبالتالي سيشكل ذلك عبئاً اجتماعياً إلى جانب تحمل تبعات عمليات التسوية التي أضرت بشكل أو بآخر بمصالح متزعمي المسلحين”.
ومن المتوقع حالياً تعزيز تواجد الجيش والقوى الأمنية لحماية المناطق عبر تسيير دوريات والتدقيق الشخصي لمعرفة جميع الداخلين والخارجين إلى القرى والبلدات ما من شأنه تخفيف عمليات الاغتيالات والاستهدافات ولاحقاً إنهائها بشكل كامل.
درعا