تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير نشرته أمس الجمعة أن موضوع عودة سورية للجامعة العربية مرهون لحد كبير بالولايات المتحدة وليس بالدول العربية، على الرغم من الحضور غير المسبوق لرجال أعمال إماراتيين في معرض دمشق الدولي الأخير.
حيث قالت الصحيفة العبرية بأن جامعة الدول العربية “ما زالت خاضعة للموقف الأمريكي ومتطلباته، وهذا ما يقف في وجه عودة سورية إليها“، ودللت الصحيفة على هذا بالقول إن “تجميد عضوية سورية (عام 2011) في الجامعة العربية جاء بناء على طلب الولايات المتحدة”.
وعلى الرغم من ذلك، ترى الصحيفة أن المشاركة العربية التي تجاوزت المعتاد بمعرض دمشق لهذا العام كانت مهمة للرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة “من الناحية الاستراتيجية، هذا نصر كبير للدولة السورية، وحتى واشنطن تدرك ذلك”، مشيرةً إلى أن “الواقع مختلف تماماً عن الخطابة”.
وفي سياق متصل أكد ألبين زاكولا، وهو صحفي يحلل العقوبات على سورية، أن حضور الإمارات في معرض دمشق لن يؤثر على علاقات دبي مع واشنطن، وهو ما ينطبق أيضاً على دول الخليج الأخرى التي حضرت.
وأوضح زاكولا أن “الولايات المتحدة ستواصل الضغط على دول الخليج الساعية إلى إعادة الاندماج في سورية، ليس فقط في الإمارات، ولكن أيضاً في البحرين”.
بدوره، قال روبرت موغيلنيكي، الباحث المقيم في معهد الخليج العربي في واشنطن: “من الصعب أن نتصور أن حكومة الإمارات العربية المتحدة لم تخطر المسؤولين الأمريكيين بمشاركتها في المعرض التجاري السوري، بالنظر إلى الحساسيات السياسية”.
وقال موغيلنيكي: “ينظر العديد من أعضاء مجتمع الأعمال في الإمارات، وبعض المسؤولين الحكوميين، إلى التجارة كنشاط غير سياسي حيث يتوقع رجال الأعمال الإماراتيون أن تقدم سورية بعد انتهاء الصراع مجموعة متنوعة من الفرص التجارية والاستثمارية”.
تجدر الإشارة إلى أن القوات السورية تمكنت خلال السنتين الفائتتين من استعادة السيطرة على أكثر من 75% من مساحة البلاد، ويرى مراقبون بأن تلك الخطوات الإماراتية تأتي بعد الوصول إلى قناعة بأنه من غير الممكن إسقاط الدولة السورية بعد صمودها بوجه حرب دامت لأكثر من 8 سنوات لذلك بدأت تبحث مصالحها الاقتصادية في ظل الوضع الحالي.