صرّح رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية الدكتور سنان ديب لوكالة “سبوتنيك”، بأنه رغم ما تكبده قطاع الكهرباء من تدمير وسرقات للبنى التحتية والشبكات ولكن نشاط وفاعلية القائمين شكل شبه إعجاز لتعود الكهرباء متوفرة لأغلب المناطق.
وبيّن ديب أنه بالرغم من الظروف الجوية القاسية ما بين برد قارس وحر شديد وكذلك الضعف بضبط الفاقد، إلا أن واقع الكهرباء في سورية قد تحسن.
حيث تشهد التغذية الكهربائية في معظم المحافظات السورية تحسناً ملحوظاً خلال الفترة الحالية تمثلت بانخفاض ساعات التقنين، حيث وصل الإمداد بالتيار الكهربائي إلى 24 ساعة في أغلب المحافظات والمدن، ويأتي ذلك بعد أن وصلت درجات التقنين في التيار الكهربائي لمستويات قياسية بلغت ساعة وصل و5 ساعات قطع في سنوات 2014 و2015، ثم عادت للتحسن تدريجياً بعد عام 2016.
وتراوح متوسط الإمداد بالتيار الكهربائي العام الماضي في مختلف المناطق بين 3 قطع و3 وصل، وأحياناً 4 وصل و2 قطع، ولكن هذا العام كان المتوسط أفضل من كل الأعوام السابقة، وبالرغم من الحرب السورية التي دمرت الكثير من البنى التحتية، وأدت لخسارة الكثير من منابع النفط والغاز، إلا أن الجهود السورية تمكنت من إعادة التيار الكهربائي إلى مستويات جيدة، خاصةً بعد تمكنها من إمداد محطات توليد الكهرباء والعنفات بمواد الطاقة اللازمة وخاصة الغاز المستخرج محلياً.
وخلال الأعوام الماضية، تمكنت وزارة الكهرباء من توسيع عدد من الأعمال المتعلقة بإنتاج الكهرباء في عدد من المحطات المنتشرة في بعض المحافظات السورية، إذ انطلقت الوزارة لتوسيع أعمالها وإنشاء مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر متعددة كالشمس والرياح، وذلك في إطار البحث عن مصادر للطاقة البديلة وإنتاج طاقة متجددة ونظيفة في سورية.
وفي مطلع شهر آب الفائت، شهد ريف حمص الغربي تركيب أول عنفة لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح، وبيّن مصدر في محافظة حمص لـ “أثر برس” أن هذه العنفة تعتبر الخطوة الأولى من نوعها على مستوى سورية في مجال الطاقات المتجددة، في ظل وجود بيئة مناسبة لإقامة هذا المشروع، موضحاً أن العنفة صنعت بأيدٍ وخبرات سورية.
وكانت وزارة الكهرباء قد أطلقت عدة مشاريع تعتمد على الطاقة الكهروضوئية (توليد الكهرباء عن طريق الشمس)، وذلك ضمن سعي الحكومة السورية للاعتماد على الطاقة البديلة، حيث أعلنت وزارة الكهرباء إطلاقها “خطة طموحة وهادفة” حتى عام 2030 للاستفادة من الطاقة المتجددة.