لا يخفى على أحد مدى التنافس الحاصل بين الدول الكبرى ولاسيما المشاركة في الحرب السورية، وذلك إما لإثبات الوجود أولتحقيق المصالح، فبعض الدول دعت إلى مؤتمرات سياسية، وبعضها تدخل عسكرياً بإقامة قواعد ومطارات حربية.
فإيران دولة طموحة تدرك قواعد لعبة الأمم داخل دهاليز النظام الدولي جيداً، وتسعى إلى إثبات وجودها في الساحة الدولية، فبعد النجاح المقبول الذي حققه مؤتمر أستانة الذي تنظمه موسكو، تسعى إيران إلى تثبيت الوجود في سوريا، من خلال تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية وسط سوريا.
فمعلق الشؤون الأمنية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان، كتب أن إيران استأجرت من الحكومة السورية مطاراً عسكرياً في وسط سوريا لتضع فيه طائرات مقاتلة، كما أنها “تجري مفاوضات مع الحكومة السورية لإقامة قاعدة برية يرابط فيها المقاتلون”.
كما تسعى إيران لتحقيق أهداف استراتيجية من تأسيس قاعدة عسكرية وسط سوريا وهذه الأهداف هي:
أولاً: تثبيت الحضور الإيراني في سوريا إلى أمد بعيد، وذلك عبر تأسيس مطار عسكري تنطلق منه الطائرات الإيرانية لمحاربة تنظيم “داعش”.
ثانياً: تشكل القاعدة العسكرية الإيرانية وسط سوريا تهديداً واضحاً لـ”إسرائيل”، حيث حذّر وزير الحرب “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة “كومرسنت” الروسية من أن إقامة قواعد جوية أو بحرية إيرانية، ومحاولة تثبيت 5 آلاف مقاتل على الأراضي السورية بشكل دائم، ليست مقبولة من جهة “إسرائيل” وستؤدي إلى نتائج خطيرة في المنطقة.
ثالثاً: يسهل على طهران أن تخلق تواصل إقليميي بري وبحري من إيران إلى لبنان والسودان ودول الخليج، إذا ما أسست هذه القاعدة الجوية وسط سوريا.
وتعد هذه الخطوة مشابهة للخطوة التي نفذها الروس عام 2015 عندما استأجروا مطار حميميم في سوريا، حيث أعلنوا الحكم الذاتي الروسي على المطار، فهل ستحقق إيران أهدافها الاستراتيجية؟ أم أن العقبات تنتظرها، هذا ما ستظهره الأيام القليلة القادمة.