خاص|| أثر برس تحدث السفير اليمني في سورية نايف القانص في لقاء حصري مع موقع “أثر برس”، عن آخر المستجدات في اليمن، وخاصة العمليتين الأخيرتين، استهداف شركة “أرامكو” للنفط في السعودية، وعملية “نصر من الله” على الحدود اليمنية-السعودية.
وأوضح القانص أن الجيش اليمني واللجان الشعبية بدأت تعتمد استراتيجية للرد بالعمق السعودي، وهناك تزامن كثير في الأهداف، معلناً أن لديهم بنك أهداف وأن المطار بالمطار، والنفط بالنفط.
وبين أن استهداف اليمن لأرامكو، كان بمثابة رسالة تؤكد أن النفط بات ضمن مرمى الأهداف، خاصة وأن السعودية كانت تمنع دخول المشتقات النفطية لليمن ما تسبب بأزمة حقيقية في اليمن، أما عملية “نصر من الله”، كشف أنها اتخذت شهرين من الإعداد والاستراتيجة والتكتيك.
وحول تكذيب السعودية لما جرى ومحاولتها التخفيف من وقع الاستهدافات، تحدث القانص عن التوثيق الذي بثه الإعلام الحربي للعمليات، كاشفاً أن هذه مجرد مشاهد أولية، وهناك المزيد من المشاهد التي سيتم عرضها تباعاً.
كما كشف أن هنالك ضحايا من الجيش واللجان الشعبية، قضوا أثناء محاولتهم حماية الأسرى من الجانب المعادي الآخر خلال عملية “نصر من الله”، في وقت تتعامل السعودية باسترخاص مع الدم اليمني وتقصف الشعب والأطفال والنساء.
وتحدث السفير اليمني عن مبادرة السلام التي تم الإعلان عنها في 20 أيلول الفائت، مؤكداً أنهم ملتزمون بها، لكن في حال لم يلتزم الطرف الآخر، فإن الجانب اليمني سيرد وربما يشن عمليات مماثلة وأوسع في العمق السعودي.
ونفى السفير اليمني ضلوع إيران بهذه الاستهدافات، وكذّب الاتهامات، مثنياً بالوقت نفسه بقدرات إيران التكنولوجية.
اللافت في الأمر، أن القانص كشف في حديثه لـ “أثر برس”، أن الأسلحة التي تصل إلى اليمن ليست من إيران بل من جنوب السعودية ومخازن محمد بن سلمان شخصياً، وثمن السلاح من خزينة آل سعود.
ووجه رسالة إلى الإمارات قائلاً: “وضعك أصعب من السعودية، وأنتِ هدف بالنسبة للجيش واللجان الشعبية، لكن ما زلنا ننتظر أن ترفع يدها عن اليمن بشكل كامل وإلا سيكون هنالك رد”، مضيفاً أنه من الممكن أن يتم فتحة صفحة جديدة ويتم التحاور مع الدول التي تستهدف اليمن في حال كان هنالك جدية في ذلك من قبل الطرف الآخر.
وحول الخلاف السعودي ـ الإماراتي، اعتبر أن هاتين الدولتين من غير الممكن أن يختلفوا لأن مشغلهم واحد، مضيفاً: “نحن إن أردنا الاستفادة من هذا الخلاف كنا استولينا على الساحل الغربي ودخلنا من الضالع ووصلنا إلى عدن لكننا ملتزمون باتفاقية السويد”.
ورأى أن الحرب على اليمن ذاهبة إلى اتفاق سياسي، لأن ذلك من مصلحة المجتمع الدولي، ولأن السلام إذا لم يتم في اليمن سيهتز الوضع في معظم الدول، مثل ما حصل باقتصاد السعودية والعالم جراء استهداف “أرامكو“.
وأكد أن “التحالف العربي” لم يحقق أهدافه في حربه على اليمن، بل ستغرق السعودية وتفشل، لافتاً إلى أنها جرت أصلاً دون أهداف وتخطيط، وسيكلفها الأمر كثيراً.
وأوضح أن الحل المناسب لإنهاء الحرب في اليمن، هو الحوار والحل السياسي والاتفاق، وأبدى عن استعداد بلاده للتحاور أي “حوار يمني ـ يمني”، وتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، مشدداً على أن دول الجوار إذا لم ترغب بذلك، فليس لديهم ما يخسرونه وسيردون بكل قوة، ويواصلون استهدافاتهم في العمق السعودي.
وختم السفير اليمني كلامه مشدداًعلى أن أخلاقيات الجيش واللجان الشعبية، لا تسمح لهم بأن يستهدفوا المدنيين كما تفعل السعودية في اليمن، إنما لديهم أهداف استراتيجية تشل الحركة، وتقسم ظهر الطرف الآخر، كالنفط والكهرباء، وخير مثال على ذلك استهداف “أرامكو” وحينها لم يصب أي شخص فيها، بل تم إصابة وإلحاق الضرر بالاقتصاد.
وكان قد قدم السفير اليمني حصيلة تتعلق بضحايا اليمن والأضرار المادية التي تكبدت بها البلاد، وذلك وفقاً للمركز القانوني للحقوق والتنمية، حيث قضى إثر القصف الجوي المباشر 39.480 مدني يمني خلال سنوات الحرب، ويوجد 423.523 منزل تدمر وتضرر جراء غارات “التحالف”، فضلاً عن وجود 6 أطفال يموتون كل ساعة جراء الأمراض المختلفة، وبقية الحصيلة في الصور المرفقة بالمقال.
تجدر الإشارة إلى أن اليمن، يعيش أوضاعاً سيئة، إذ أن “التحالف العربي” الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية وتقوده السـعودية، يشن منذ شهر آذار عام 2015 الفائت، غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بذريعة محاربة “الحوثيين”، الأمر الذي أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء وسط انتشار مرض الكوليرا والأمراض المعدية والمجاعة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية.
بتول حسن – أثر برس