بعد الإعلان عن الاتفاق بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي يقضي بوقف العملية العسكرية التركية شمالي سورية لمدة مؤقتة مقابل انسحاب مقاتلي “الوحدات الكردية” مما يسمى بـ”المنطقة الآمنة”، أعلن البنتاغون أنه لن يشارك بإنشاء هذه المنطقة التي تشدد الدولة السورية على أنها مشروع تقسيمي.
وفي هذا السياق نقلت وكالة “رويترز” عن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قوله أمس الجمعة: “إن القوات الأمريكية لن تشارك في إقامة المنطقة الآمنة بسورية” مشدداً على أن “الجيش الأمريكي يواصل انسحاباً مدروساً من شمال شرق سورية”، متابعاً أنه أبلغ نظيره التركي بضرورة التزام تركيا بالاتفاق حول الشمال السوري.
وفي هذا الصدد أكد العديد من المحللين الأتراك والصحف التركية أن مشروع “المنطقة الآمنة “هو مشروع خيالي وأن هذا المشروع سيكون سبب بإلحاق الكثير من المخاطر في المنطقة.
ونقلت قناة “DW” عن الباحث السياسي التركي إسلام أوزكان، تشديده على أن تركيا تسعى من خلال هذا المشروع إلى إجراء تغيير ديموغرافي في المنطقة، وقال حول نية تركيا نقل اللاجئين السوريين الموجودين لديها إلى هذه المنطقة: “لا يمكن أن يعود كل هذا العدد بشكل طوعي، إلا أن السلطات التركية قد تجعلهم يوقعون على استمارة لتظهر أن العودة تتم بشكل طوعي” مشيراً إلى أن الحكومة التركية ستعمل على توطينهم في الشمال من أجل تغيير ديمغرافية المنطقة وهذا شيء خطير”.
وأضاف “إنشاء هذه المنطقة من طرف واحد سيعرض المنطقة لمخاطر كبيرة ويقوض الاستقرار فيها”، مشيراً إلى أنه “في وقت يتم فيه الحديث عن منطقة آمنة، نزح أكثر من 300 ألف مدني نتيجة العملية العسكرية التركية في شمالي سورية في واحدة من أكبر موجات النزوح خلال أسبوع” منذ بدء الحرب على السورية عام 2011.
وأكد الباحث التركي أن أردوغان يستخدم اللاجئين السوريين كورقة من أجل القيام بتغيير ديمغرافي في شمال سورية ويضيف: “استغلال اللاجئين السوريين من قبل أردوغان ليس جديداً، فهو دائماً يستخدم هذه الورقة ضد الاتحاد الأوروبي أيضاً”.
من جهتها أفادت صحيفة “ديلي ميل” التركية المقربة من الحكومة التركية أن أنقرة تعول على الحصول على تمويل أجنبي من أجل إنشاء “المنطقة الآمنة” التي تصل تكلفتها إلى “23,5 مليار يورو، تمول من قبل صناديق أجنبية”.
وفي هذا الصدد شدد نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” التركي المعارض أونال تشيفيكوز، على أن إنشاء “المنطقة الآمنة مخطط غير واقعي” مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن تقدم الدول الأوروبية الأموال التي يريدها أردوغان من أجل إنشاء المنطقة الآمنة. وهذا ما أكده رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال: “إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة منطقة آمنة، فإن الاتحاد الأوروبي لن يشارك مالياً في ذلك”.
يشار إلى أن المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان، أكدت أنه يجب تعديل مصطلح “المنطقة الآمنة” مشيرة إلى أن هذه المنطقة هي مجرد وجود قوة أجنبية على أرض سورية وهي منطقة احتلال.