خاص || أثر برس يشهد قطاع التعليم المهني في حمص تراجعاً ملحوظاً في ظل تراجع الاهتمام والدعم من مديرية التربية بحمص الأمر الذي ترتب عليه نتائج سلبية تسببت في زيادة حالة التسرب من التعليم وعزوف معظم الطلاب عن الاستمرار في هذا النوع من التعليم.
وحول ذلك قال الأستاذ علاء المحسن مدير ثانوية أيهم راشد ديوب الصناعية لـ”أثر برس” إن وضع التعليم المهني بشكل عام وفي مدرسته على وجه الخصوص يتراجع، بسبب عدم اكتراث الناس لأهمية هذا النوع من التعليم إضافة إلى ضعف الدعم المقدم من مديرية التربية والذي يتطلبه التدريب على الحرف والمهن التي تعتبر عصب هذا التعليم، الأمر الذي ساهم في عدم التزام الطلاب بالدوام المدرسي و قلة اهتمام الأهالي بمتابعة أبنائهم المسجلين في التعليم المهني.
وأضاف المحسن أن أهمية التعليم المهني تكمن في أن الطالب يتعلم حرفة تفيده في مجال العمل مستقبلاً، إضافة إلى أن الطالب المتفوق الذي يحصل على إحدى المرتبات الثلاث الأولى على مستوى المحافظة ينتقل إلى الهندسات في الجامعة، والطالب الذي لم يحصل على أيٍّ من المراتب السابقة ينتقل إلى المعاهد بتخصصات واسعة والتي نالت اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة، والتي تعطي أيضاً فرصة للأوائل للانتقال إلى الهندسات في الجامعة مع العلم أن أي طالب يحرز معدل يتجاوز 75 % ( حسب مفاضلة هذا العام ) يحق له التقدم للمفاضلة إلى الكليات التقنية والتطبيقية .
وأشار المحسن إلى أن كل ما ذكر سابقاً لا يجدي في ظل فقر الإمكانيات المادية بسبب تأخر الموازنة أو عدم توفرها في مدارس التعليم المهني، فعلى سبيل المثال مدرسة أيهم ديوب لم تتلق دعم كامل وشامل للصيانة من تربية حمص لتعرضها للأضرار نتيجة الأحداث التي شهدتها حمص خلال السنوات الماضية، فزجاج النوافذ محطم وتم تنفيذ صيانة 70 % فقط، وسبب عدم استكمال الـ 30% المتبقية هو تحويل الدعم للمدارس المتواجدة في المناطق المحررة حديثاً، و دورات المياه الخاصة بالطلاب بحاجة لصيانة وعدد المستخدمين في المدرسة غير كافي، يوجد اثنان فقط، وعدد الأبنية 11 بناء تعليمي .
وعلى الرغم من هذا، حاولت إدارة المدرسة الحفاظ على استمرارية الدوام المدرسي ولم تتوقف العملية التربوية في المدرسة طيلة فترة الأزمة.
كما أنها خاطبت مديرية التربية في أكثر من مرة لمحاولة الحصول على الدعم الخاص بالصيانة إلا أن ذلك لم يحصل بالشكل الكافي للأسباب المذكورة سابقاً، الأمر الذي جعل من هذا القطاع التعليمي مهملاً وغير جدير بالاهتمام من قبل مسؤولي المحافظة.
وحول ارتفاع نسبة حالات التسرب من المدرسة المهنية، قال المرشد النفسي علاء إبراهيم لـ”أثر برس” إن أحد أهم الأسباب يعود إلى قلة الثقافة من بعض الأهالي للتعليم المهني وعدم تعاون بعضهم الآخر مع إدارة المدرسة، مع العلم أنه توجد قرارات مشددة لموضوع غياب الطلاب.
ومن الأسباب الأخرى، تفاوت السن بين الطلاب الذين يحق لهم التسجيل في الثانوية الصناعية في حمص ضمن السن القانوني وبين الطلاب المتسربين والمنقطعين سابقاً والذين أجبرتهم الأحداث على ترك مقاعد الدراسة ثم عادوا إليها بعد عودة الأمان إلى جميع مناطق المحافظة الأمر الذي أدى إلى ظهور حساسيات بين الفئتين المذكورتين وفوارق عمرية سببت عدم التفاهم بين الطلاب في كثير من الأحيان.
وأضاف ابراهيم أن النظرة العامة للتعليم المهني كونه يعتبر خيار الطالب الذي حصل على علامات متدنية في شهادة التعليم الأساسي، ساهمت في تراجع الاهتمام به على الرغم من أهميته عند الدول المتقدمة حيث يدخل الطالب إلى المدرسة وهو أسير الأفكار المزروعة في رأسه أن التعليم المهني درجة ثانية.
كما بين ابراهيم أن قلة الدعم المالي والتربوي والإعلامي للتعليم المهني يعد عاملاً إضافياً في تراجع هذا الاهتمام، مؤكداً أن الثانوية بحاجة إلى اهتمام ودعم كبيرين من قبل الجهات ذات المسؤولية إلى جانب دور الأهالي، لأن الكادر التدريسي والتربوي غير قادر بمفرده على تطبيق النظام التعليمي على الطلاب والزامهم بالتعليمات المدرسية، مؤكداً أن التعليم المهني يعد رافداً مهماً من روافد تطوير الصناعة في البلاد وعاملاً أساسياً في إنشاء جيل منتج يحصل على نسبة من الأرباح من مشروعه الإنتاجي نهاية العام مشيداً بالنتائج التي تمخضت عن مؤتمر التطوير التربوي لهذا العام و التي تهدف إلى تحويل المدارس الصناعية إلى مدارس إنتاجية وبالتالي سيسهم قطاع التعليم المهني بنسبة كبيرة في الموازنة الاقتصادية العامة في البلد.
حيدر رزوق – حمص